حصل هذا الموقف في ثمانينات القرن الماضي ، حيث تفاجأ صديق لي بحضور أهل خطيبته من الكرك لزيارته في مكتبه في جريدة الرأي ،وكان لا بد أن يدعوهم لتناول وجبة الغداء ،فذهب بهم إلى مطعم البستان ،المطعم الأقرب لمكان عمله ،وكان صديقي لا يملك في جيبه سوى دينار ونصف ، وأثناء تناولهم للطعام ترك صديقي المائدة وتوجه لصاحب المطعم الذي لم تكن تربطه به أية علاقة مسبقة ،وشرح لصاحب المطعم موقفه وطلب منه أن لا يأتي بالفاتورة لمائدة الطعام كما يحدث بالعادة ،على أن يأتي في اليوم التالي لتسديد الحساب ، فكان رد صاحب المطعم النبيل بأنه لا يجوز أن يظهر بموقف ضعيف أمام أنسبائه وعليه أن يدفع الفاتورة أمامهم ،وسحب مبلغ من المال وأودعه بيد صديقي وقال له أذهب واجلس بين ضيوفك وادفع قيمة الفاتورة وأنت مرفوع الرأس .فحضر صديقي باليوم التالي بعد أن استدان المال من أصدقائه ،وسدد المبلغ لصاحب المطعم الذي تمنّع في البداية عن قبوله راجياً صديقي أن يكون هو وضيوفه ضيوفاً على المطعم .ومنذ تلك اللحظة أصبح صديقي وصاحب المطعم أصدقاء أوفياء لبعض إلى أن توفى الله صاحب المطعم قبل عدة سنوات تاركاً ورائه سمعة طيبة يستذكرها رواد المطعم ليومنا هذا .