•• لا بد من الاعتراف بأن لدينا مشكلة.. •• وأن هذه المشكلة لا تنحصر في جانبها الثقافي.. وإنما في انعكاساتها على أمن الوطن ونظام الدولة. •• تلك المشكلة «الكبيرة» هي.. حقن عقول صغار أبنائنا بمفاهيم.. ومعلومات خاطئة.. تجعلهم يسترخصون شبابهم ويدفعون بأرواحهم إلى مهالك الحروب السياسية الناشبة في أكثر من أرض عربية.. وترويع أسرهم في طول المملكة وعرضها.. •• يحدث هذا بصورة ملفتة للنظر.. وبتزايد كبير في الأعداد.. وكأننا غير قادرين على الحد من الظاهرة أو التصدي لها بكل قوة في ظل عدم وجود أنظمة كافية تمنع استمرار هذا التدفق إلى الخارج وتحول دون استمرار تأثير هذه الثقافة التي تسيطر على العقول والتي تشجعهم على السفر بالعشرات والانخراط في منظمات تعمل لخدمة مصالح أعداء المملكة.. بل وأعداء الدين الإسلامي.. وثقافة الأمة.. •• وما أريد أن أقوله هو.. إن هذه الثقافة المختلة.. متمكنة من الكثير من المؤسسات الدينية والتربوية وحتى الاجتماعية أيضا.. وبالتالي فإن هذا الأمر الخطر علينا وعلى بلادنا بكل تداعياته وأبعاده يحتاج إلى جهود مشتركة وضخمة تقوم على الاستيعاب الكامل للمشكلة بأبعادها السياسية والثقافية والأمنية والأخلاقية والإعلامية ومعالجتها بحكمة وبآليات واضحة .. •• صحيح أن إصدار أنظمة وقوانين صارمة وذات عقوبات قوية ورادعة مسألة هامة.. لكن الأكثر أهمية منها كيف نصحح ثقافة مجتمعنا المختلة.. ونقول بكل قوة ووضوح «لا» لكل من وما يدفع بلادنا إلى الحرب.. وشبابنا إلى الموت المحرم ويحولهم إلى مجرمين وأعداء للوطن والإنسانية في وقت من الأوقات.. •• إنني كمواطن أنتظر من هيئة كبار العلماء مواقف تاريخية واضحة المعالم تترجم من قبل الدولة إلى أنظمة وقوانين مفصلة تجرم الانحرافات الثقافية بكل صورها وألوانها وتنزع القداسة عن الأفراد الذين يستخدمون ذلك في التغرير بالشباب وتضليل الجميع.. وخلق حالة من التشدد غير المسبوقة داخل معظم مؤسساتنا.. وهي حالة ستقودنا - لا سمح الله - إلى ما لا تحمد عقباه إذا ظلت الأمور تراوح مكانها ونحن لا نتصدى بقوة لكل عمل يفسد علينا سلامنا الاجتماعي.. واستقرار بلادنا. ضمير مستتر: قبل أن نتحدث عن العدو الخارجي.. علينا بأن نكشف عنه في الداخل أولا.