مع اتجاه «داعش» لشن هجمات في الخارج مدفوعاً بتراجع نفوذه في المنطقة وفقده مساحات كبيرة بالعراق وسورية، بدأت الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية للمرة الأولى إلى معاقل التنظيم في ليبيا. ووفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فإن «الطائرات الأميركية نفذت غارات ضد مواقع التنظيم الإرهابي في مدينة سرت»، موضحة أن «الرئيس باراك أوباما أجاز هذه العمليات بعد تلقيه طلباً رسمياً من حكومة الوفاق الوطني الليبية». وفي بيان بثه التلفزيون الحكومي، أكد رئيس الوزراء الليبي فائز السراج أن حكومته، المدعومة من الأمم المتحدة، طلبت من واشنطن شن ضربات جوية ضد «داعش» في سرت، موضحاً أن أولى هذه الضربات نفذت بمواقع محددة في المدينة الساحلية وألحقت خسائر كبيرة بصفوف «العدو». وجاء التدخل الأميركي الجوي دعماً لحملة استعادة سرت التي بدأتها قبل ثلاثة أشهر القوات الحكومية مدعومة بكتائب مكونة بالأساس من مقاتلي مصراتة المجاورة، وحققت تقدماً سريعاً مع انطلاقها في مايو قبل أن تتباطأ مع اقترابها من وسط المدينة ودخولها حرب شوارع في مناطق سكنية يستخدم فيها «داعش» قناصة وألغاماً وشراكاً متفجرة للدفاع عن مواقعه. وفي حال خسر التنظيم سيطرته على سرت فستكون ضربة قوية له، وهو الذي سيطر تماماً على المدينة الساحلية العام الماضي، وتمدد يميناً ويساراً بطول 250 كيلومتراً تقريباً في مناطق يندر بها السكان.