واجه المرشح الجمهوري إلى الرئاسة الأميركية دونالد ترامب الإثنين 1 أغسطس/آب 2016، انتقادات شديدة بدءاً من الرئيس باراك أوباما، وصولاً إلى معسكره الجمهوري، بعدما هاجم عائلة جندي في الجيش الأميركي قتل في ميدان المعركة في العراق، ما يعتبر من المحرمات في الولايات المتحدة وخطأ قد يكون مكلفاً سياسياً. طلب للمساعدة حجم الضغوط الكبيرة التي تعرض لها ترامب دفع المسؤولين عن حملته الإثنين 1 أغسطس/آب 2016، لمناشدة الكونغرس من أجل تقديم الدعم في مواجهة الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها. وأثار انتقاد ترامب لخيزر خان وغزالة خان، اللذين تحدثا من على منصة مؤتمر الحزب الديمقراطي الأسبوع الماضي، موجة متنامية من القلق والاستياء من النواب الجمهوريين في ردهم على أحدث نوبات ترامب التي أحدثت صدمة لزملائه الجمهوريين. وانضم السناتور الجمهوري جون ماكين، وهو أسير حرب سابق وأبرز المحاربين القدماء في الكونغرس إلى جوقة الإدانة، مجسداً المكانة العالية للجيش وقدامى محاربيه لدى الكثيرين في الولايات المتحدة. وهيمن نزاع ترامب مع أسرة خان على حملة البيت الأبيض في الأيام الأخيرة، وسلط الضوء على التحالف غير المستقر بين العديد من زعماء الجمهوريين والمرشح الجامح غير التلقيدي للحزب في انتخابات الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2016. وبعث روب وازنجر الذي ترشح من قبل لعضوية مجلس النواب، ويتولى مسؤولية التواصل مع الكونغرس ضمن حملة ترامب برسالة إلكترونية لمعاونين كبار في مجلس الشيوخ قائلاً: "نريد أن نحصل على العديد من البيانات من الأعضاء اليوم بشأن ذلك وسنقدر حقاً مساعدتكم" وذكر معاون كبير أن مناشدة مماثلة قدمت للجمهوريين في مجلس النواب. تهدئة للغضب وأرفقت بالمناشدة نقاط نقاش قد يستخدمها النواب لمحاولة تهدئة الجدل المتنامي منذ ظهور والدي خان الأسبوع الماضي في مؤتمر الحزب الديمقراطي. الذي قتل ابنهما الكابتن بالجيش الأميركي همايون خان في انفجار قنبلة في العراق قبل 12 عاماً. ولم ترد حملة ترامب على طلبات للتعليق ورفض وازنجر التعليق عندما جرى الاتصال به هاتفياً. وقال معاون جمهوري كبير في مجلس الشيوخ طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الأعضاء الجمهوريين في المجلس شعروا بالسرور من بيان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أمس الأحد، الذي وصف فيه الكابتن خان بأنه "بطل أميركي"، وأشار إلى أن "منع جميع من يدينون بديانة ما من السفر مناقض تماماً للقيم الأميركية". وفي نفس الوقت قال المعاون، إن الجدل لن يدفع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لسحب تأييدهم لترامب. أصدقاء ترامب ينتقدونه وفي خطاب ألقاه في المؤتمر إلى جانب زوجته استعرض خيزر خان سجل الخدمة العسكرية لابنه، وانتقد دعوة ترامب فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين للولايات المتحدة، رافعاً نسخة من الدستور الأميركي بيده واقترح على المرشح الجمهوري قراءتها. ومنذ ذلك الحين يشكو ترامب من تعرضه لهجوم "شرير" من الزوجين، وأشار إلى أن غزالة خان ربما لم "يسمح" لها بالحديث في إشارة إلى أن صمتها عكس القيود المفروضة على النساء من جانب بعض المسلمين المحافظين. وأصدر ماكين المرشح الرئاسي الجمهوري في انتخابات 2008، ورئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ بياناً مطولاً انتقد فيه بشدة تصريحات ترامب. وقال ماكين الذي كان أسير حرب لخمس سنوات في حرب فيتنام "في الوقت الذي منحه فيه الحزب ترشيحه فإن ذلك ليس مقروناً برخصة غير مقيدة لتشويه سمعة أفضل من فينا". وردد نظيره في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب العضو الجمهوري ماك ثورنبيري عن تكساس، تصريحات ماكين، قائلاً في بيان أنه "مستاء من الهجوم الذي تعرض له خيزر وغزالة خان بعدما تحدثاً عن خدمة ابنيهما وتضحيته". كما قال رئيس جمعية المحاربين القدماء في الحروب الخارجية والتي تضم 1.7 مليون عضو إن هجوم ترامب على والدي خان ذهب لأبعد مما ينبغي. أوباما يهاجم ترامب ووجه الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقادات لترامب، وقال: "بصفتي قائداً أعلى للقوات المسلحة، لقد سئمت من بعض الأشخاص الذين يتحدثون بشكل مهين عن الجيش الأميركي والجنود الأميركيين". وأكد أوباما خلال تجمع لقدامى المحاربين المعوقين في أتلانتا بجورجيا، أن عائلات الجنود الذين سقطوا في المعارك "قدموا تضحية لا يمكن لغالبيتنا أن نتخيلها حتى"، مضيفاً: "يجب أن نبذل كل ما بوسعنا من أجل هذه العائلات ومن أجل تكريمها، وأن نتواضع أمامها". وفي ضربة أخرى للملياردير الأميركي، نددت عائلات 17 جندياً سقطوا خلال ميدان المعركة بتصريحاته "المقززة والمهينة شخصياً" بالنسبة إليهم. ويؤكد الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد وكاتب الافتتاحية في صحيفة "نيويورك تايمز" بول كروغمان أن "المخطئين الفعليين هم قادة الجمهوريين الذين ساندوا بشكل نشط مرشحهم (ترامب) وهم مدركون بأنه يشكل خطراً على الأمة". وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الإثنين شبكة "سي بي إس" أن مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون تتقدم على منافسها الجمهوري ترامب بفارق سبع نقاط.