بعد أيام قليلة على إحكام نظام بشار الأسد سيطرته على مدينة حلب وعرضه مع حليفته روسيا، ما سمياه «عفوا عن المسلحين» و«ممرات آمنة» للمدنيين، استعادت المعارضة بأطيافها كافة, المبادرة، وأطلقت أمس هجومًا واسعًا رفع سقف آمالها من فك الحصار عن المدينة إلى فتحها بالكامل، حسبما أكد قيادي في حركة «أحرار الشام» لـ«الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى «التحضير لمفاجآت كبيرة». وبموازاة إعلان المتحدث العسكري لحركة «أحرار الشام» في تسجيل مصور، بدء عملية «الغضب لحلب» ظهر أمس، انطلقت العمليات العسكرية التي يشارك فيها نحو 10 آلاف مقاتل من محورين، استهدفا جبهة الريف الجنوبي، وجبهة شمال غربي مدينة حلب. وقال القيادي في «أحرار الشام» محمد الشامي لـ«الشرق الأوسط» إن الخطة «بدأت على محورين، حيث تم إيهام قوات النظام عبر التمويه أننا سنطلق الهجوم من منطقة حندرات، أو من الريف الجنوبي، وهو ما دفع قوات النظام لصبّ تركيزها على تلك المنطقتين، فهاجمتهما في عملية استباقية، لكن المقاتلين المعارضين باغتوا قوات النظام عبر الهجوم من منطقة شمال غربي حلب، وتحديدًا من جهة الحمدانية وحي جمعية الزهراء ومدرسة النهضة، ليكون بمثابة هجوم غير محسوب». في سياق متصل، أكدت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماعات تعقد منذ فترة بين ممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية وآخرين عن النظام السوري وتنظيم داعش توشك أن تسفر عن اتفاق لفك الحصار عن المدنيين المحاصرين داخل مخيم اليرموك جنوب دمشق. ويرفض أكثر من خمسة عشر ألف مدني محاصرين منذ أكثر من عامين ونصف العام مغادرة منازلهم في المخيم، رغم أنهم يعيشون هناك من دون كهرباء ولا ماء، ويعتمدون على مولدات تعمل بالوقود، في ظل شح شديد بالمواد الأساسية كافة والمحروقات.