نجحت عكاظ في جولتها على محافظات وقرى الشريط الحدودي في منطقة جازان في الوقوف على أرض الواقع وأن تكون شاهدة على تخبط ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح وعناصرهم المعتدية، وعلى خروقاتهم وانتهاكاتهم لحرمة الموتى في المقابر. إذ أطلق الحوثيون وأعوان المخلوع عددا من القذائف العشوائية اليائسة على المقابر في أوقات متفاوتة فسقطت بعضها في أراض فضاء ومساحات خالية، فيما سقطت أخرى في قرى خالية وقليل منها سقطت في بيوت خلت من سكانها الأبرياء ومنها ما استهدفت منازل آمنين، ليؤكد الحوثيون وأعوان المخلوع حربهم اليائسة على الأبرياء واستهداف النساء والأطفال. المتابع للحرب التي تشنها قوات التحالف على التمرد الحوثي في اليمن والتي انطلقت تحت مسمى عاصفة الحزم يلحظ بدقة حالة اليأس والخيبة التي تحيط بالحوثيين، حتى تراجعت فلولهم وهربت بين الجبال بعدما أطلقت عليهم قوات التحالف وابلا من نيرانها وحممها، ولعل الزائر لقرى ومحافظات الشريط الحدودي سرعان ما تظهر أمام عينيه الحقيقة المجردة كما هي، والفرق بين سيطرة قواتنا على كل شبر من أرض الوطن حتى لو زعم الأعداء من الحوثيين وأعوان المخلوع غير ذلك فمحاولاتهم الخائبة ترتد إلى صدورهم برغم القذائف العشوائية التي يطلقونها من حين لآخر، رغبة في تحقيق انتصار مزيف يوهمون به بعض مناصريهم ممن يفتقرون إلى التعليم والقدرة على قراءة المشهد بشكل صحيح. اعتداءات عشوائية عكاظ في جولتها على عدد من محافظات وقرى الشريط الحدودي في منطقة جازان، تأكدت من كثب أن ميليشيات الحوثيين الانقلابية وعصابات المخلوع علي عبدالله صالح، تكثف اعتداءاتها العشوائية بين حين وآخر على قرى الشريط الحدودي السعودي بالقذائف العشوائية التي تستهدف المساجد والمدارس وحتى المقابر، وبدأت العصابات الانتحارية في استخدام وزرع الألغام المحرمة دوليا بشكل عشوائي، كل ذلك بهدف تسجيل نصر إعلامي موقت، يخدعون به أتباعهم، ويغطون على خسائرهم الفادحة في الحد الجنوبي، بسبب تزايد الضربات العنيفة التي تلقتها خلال الفترة الماضية. وفي المقابل تقف لهم القوات السعودية البرية والجوية بالمرصاد، وكبدتهم مئات القتلى والجرحى، وفي كل محاولة منهم لاختراق الحدود يجدون رجالا يقفون أمامهم ببسالة ما يفشل جميع مخططاتهم. الرد الحاسم في الجولة على القرى الحدودية، رصدت عكاظ سقوط عدد من القذائف، كنا نهرع إلى موقع سقوطها رغبة في رصد الحدث، وربما القيام بأي مساعدة إن استطعنا تقديمها، إلا أن معظم تلك القذائف كان مصيرها ونقطة نهايتها في أرض فضاء، وحين التقينا بمواطنين وجدوا في موقع سقوط القذيفة سمعنا عبارات الشكر والحمد لسقوطها بعيدا عن نطاق بيوتهم ومنازلهم. ومع ذلك سجلت عكاظ شهادات حية عن تلك الحماقات الحوثية بعد سقوط قذائف على مقابر بعض القرى الحدودية، فالموتى في قبورهم لم يسلموا من استهداف قذائف العصابات الإجرامية، ومن المقابر التي استهدفتها عناصر المخلوع وأعوان الحوثي مقبرة قرية الدفينية الحدودية التي استقبلت عددا من القذائف، وكذا الحال مقبرة قرية المروة التابعة لمحافظة الحرث فحطمت أسوار المقابر، وفي كل مرة يكون رد أبطالنا قويا على تلك الميليشيات، فما إن تسقط إحدى القذائف حتى تسمع دوي المدافع قويا، يصم الآذان، ما يكبدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. استهداف المساجد لم تكتف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح باستهداف المواطنين العزل والموتى في المقابر، فمضت إلى قصف المساجد والمآذن، والمصلين بشكل مستمر، إذ تعرض حيا الروحة والركوبة في محافظة صامطة لسقوط قذائف عدة أصابت إحداها مسجدا أثناء خطبة الجمعة، وتناثرت شظاياها بين المصلين مخترقة النوافذ والأبواب، كما تعرضت المنازل المجاورة لخسائر مادية، وعلى وقع تلك القذائف كان الدفاع المدني حاضرا للقيام بدوره والاطمئنان على الموجودين في الموقع ومعاينة الأضرار. كما استهدفت الميليشيات الحوثية من داخل الأراضي اليمنية مدرسة ابتدائية، ومنازل للمواطنين في محافظة الطوال في جازان بأكثر من 10 قذائف ما أسفر عن إصابة مؤذن جامع وأبنائه بشظايا مقذوف سقط وسط منزله الملاصق للمسجد والذي تعرض أيضا لأضرار كبيرة. وهو ما شهدته أيضا مدينة نجران، حيث تستهدف تلك العصابات بيوت الله دون أي وازع ديني أو أخلاقي لتسطر في سجلاتها مزيدا من الجرائم والانتهاكات والعار. مطاردة الفلول اعتاد الحوثيون على إطلاق قذائف الهاون والكاتيوشا العشوائية من خلف الحدود باتجاه المدن والتجمعات السكانية السعودية القريبة من الشريط الحدودي مع اليمن، ثم يحاولون الفرار بعد إطلاق تلك القذائف، ظنا منهم أنه لن يتم تحديد مواقعهم واستهدافهم، إلا أن براعة رجالنا البواسل والعمل المنظم الذي يقومون به، وعيونهم الساهرة التي لا تنام، تمكنهم من تحديد مخابئهم بالسرعة والحسم والرد عليهم بقوة والقضاء على فلولهم الخاسرة.