اجتمع عدد من وجهاء ومشايخ محافظة القطيف في المؤتمر التثقيفي الثامن لنبذ العنف والتطرف والإرهاب، تزامناً مع الأمر الملكي الذي ينص على عقوبة السجن لمن شارك في أعمال قتالية خارج المملكة أو الانتماء لتيارات وجماعات فكرية متطرفة، وذلك بحضور ما يزيد على ألفي شخص من شباب وفتيات وطلاب وطالبات الجامعات والمدارس، وبمشاركة إخصائيين اجتماعيين وعدة جهات حقوقية تحت شعار "نحو مجتمع آمن"، وبتنظيم من القسم النسائي لصندوق الزواج الخيري في مدينة صفوى. وكشفت لـ "الاقتصادية" خضراء آل مبارك المدير التنفيذي لصندوق الزواج الخيري، أن المؤتمر التثقيفي يقام سنوياً وهو في دورته الثامنة، وفي كل عام يناقش قضية معينة، وقد تم هذا العام اختيار قضايا العنف لتسليط الضوء عليها، كونها من أكثر القضايا التي لا يزال كثير من البيوت السعودية يعانيها، إذ تعد من القضايا الشائكة التي تتداخل مشكلاتها من البيت والمدرسة والشارع والبيئة. وأضافت أن المؤتمر يستهدف بشكل خاص الشباب والفتيات الذين يعتبرون لبنة المجتمع وعماده، وقد جاء بالتزامن مع القرار الملكي وتجريم العنف والقتال، ومؤسسة صندوق الزواج الخيري تلعب دوراً ثقافيا في هذا الشأن، وبدورها وجهت دعوات للمشايخ وأعيان القطيف والمثقفين والإخصائيين، لتقديم محاضرات توعوية ونقاشات مفتوحة على طاولة الحوار، وجعل الحوار أسلوباً للمطالبة بالحقوق، وبديلاً عن العنف والقتال. وبينت آل مبارك أن المؤتمر لقي صدى كبيرا واستحسانا من أفراد المجتمع، وقد حضره أكثر من ألفي زائر للمؤتمر على مدار يومين، استفادوا من محاضرة الشيخ محمد الصفار التي كانت بعنوان "الشباب بين محورين: مصانع العنف وموانع العنف"، ومحاضرة للمختص النفسي حول العنف الأسري وانعكاساته السيكولوجية على التوافق الحياتي، ومحاضرة أخرى عن العنف الأسري في ظل الأنظمة والقوانين الوطنية، قدمها الإخصائي الاجتماعي ذاكر الحبيل، تلتها ورشة المدرب علي العباد التي حملت عنوان "الأسرة الآمنة"، إضافة إلى محاضرات أسرية "كيف أحمي علاقتي الزوجية من العنف؟" للدكتور تركي العجيان، و"العنف على الطريق" للمدرب زهير الصويمل، و"الانسجام الأسري" للمدرب عبد الله سلمان الحبيب، و"حصون السلام" للمدرب محمد سعيد الخياط، و"راحة بالك.. تخلصك من العنف" للدكتورة فاطمة الفرج. ولفتت آل مبارك إلى أن المؤتمر احتوى على أركان استشارية لمراكز أسرية، وفحوص شاملة لكل أفراد الأسرة. كما شارك كل من فريق الأمان الأسري ومستشفى القطيف المركزي بأركان استشارية وتوعوية صحية ونفسية. وقال عبد العظيم الضامن ـــ فنان تشكيلي وصاحب لوحة المحبة والسلام أطول لوحة سلام في العالم: إن الفنون التشكيلية حاضرة في مثل هذه المناسبات والمؤتمرات، وننبذ عن طريق الرسومات واللوحات التي يشارك بها الشباب والأطفال من الفنانين، كل مظاهر العنف وسبله، عن طريق رسائل إيجابية نعبر عنها بالرسومات حول الترابط والتآلف في العلاقات الأسرية والأمن والسلام وحب الوطن. وعلى الصعيد ذاته انتقد الشيخ حسن الصفار في خطبة الجمعة أمس الأول العنف والإرهاب والنزاعات حول العالم، وشدد على أن هذه التيارات المتطرفة هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن هذا التوجه الإرهابي العنيف، الذي يقود شباب الأمة نحو الدمار والخسران في الدنيا والآخرة. ووصف المنخرطين في طريق العنف والإرهاب ويستهدفون الأبرياء بأنهم ضحايا مغرر بهم ومضللون.