في هذه الأيام، تخطر ببالي كثيراً كلمات الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما عرّى جماعة الإخوان المسلمين وأسقط عنهم آخر ورقة توت حين ذكر قصتهم الطويلة في كليمات قليلة. وكيف أنهم فرّوا من اضطهاد جمال عبدالناصر وحافظ الأسد فاستقبلتهم المملكة وآوتهم، ثم إنهم بعد ذلك أرادوا العمل وكانوا دكاترة وأساتذة جامعات فوفرت لهم المملكة الوظائف التعليمية، لتفاجأ بعد هذا بجماعة الإخوان وهي تحيك المكائد والدسائس ضد الدولة السعودية. ارجعوا لكلام الرجل الذي عمل كل حياته ليحافظ على الأمن في بلادنا واسمعوا كلامه جيداً. التنظيم لا يُخفي نفسه في كل البلدان العربية التي تسمح بقيام الأحزاب، ولكنه يحاول أن يخفي نفسه في السعودية، والغرض من هذه المقالة أن نوضح أنه موجود في السعودية مثلما هو موجود في أي بلد آخر. هناك شاهدان على هذه الدعوى. الشاهد الأول هو تويتر، تويتر هذا فضيحة، لدرجة أنه لم يعد هناك حاجة لرجال أمن يتجولون في الشوارع. تويتر يكشف شعورك في كل لحظة من لحظات يومك، نعرف أنك الآن سعيد أو غاضب أو حزين أو متحمس، تويتر جعل البيوت وكأنها مبنية من زجاج. الإخوان ضمن الأشياء التي فضحها تويتر فصفحات الإخوانيين تشبه بعضها بعضا، ويتابعون نفس الأشخاص ويهتمون بنفس القضايا ويعيدون تغريد نفس التغريدات ويقولون نفس الكلام. حتى إن كثيرا من الأعضاء يقومون فقط بقص ولصق الكلام ثم إرساله من جديد. وعندما انتقدت شيخهم القرضاوي الذي منح بيعة كاملة للرئيس التركي أردوغان، هاجمني أحد المنتسبين لجماعة الإخوان، وملأ هو وأتباعه صفحتي بلعن وتكفير وشتم لا يليق إلا بالإخوان. فقط جرّب أن تتناول أحد رموزهم بكلمة وانظر كيف ينفضحون أمامك. من الصعب التكهن بأعداد منسوبي هذا الحزب، لكن الذي يغلب على ظني هو أن عدد الأعضاء الفعليين قليل جداً وأن معظم من نراهم ونظنهم من الإخوان ليسوا منهم، بل هم من شريحة المتعاطفين مع الإخوان. هذه هي الشريحة الكبرى التي تشكل ربما 90% . هذه الشريحة فيها أعداد كبيرة من طلبة العلم والمشايخ المحترمين والوطنيين، لكن لبّس عليهم الحزب وخدعهم واستخدم معهم أسلوب اللطميات والمظلوميات حتى اندفعت مشاعر شعبنا الشهم وراءهم تظنهم ماء وهم سراب. الإخوان لم يتركوا طامة لم يقعوا فيها،ابتداء من التخابر مع المخابرات العالمية وانتهاء بالدين، فالدين نفسه ميّعوه وكل قضايا العقيدة أصبحت شذر مذر، كل هذا لأجل عيون الكرسي. والعلمانية والتطبيع والديمقراطية التي ما نشأت جماعة الإخوان إلا لمحاربتها أصبحت فجأة من المباحات، بل من المستحبات، بل من أوجب الواجبات، من أجل مصلحة الحزب. لست عدوا للديمقراطية لكن الديمقراطية تريد من المرشح للحكم أن يحمل برامج مميزة لحل مشكلات المجتمع والتصدي للتحديات التي تواجهه مما يتعلق بالاقتصاد والسياسة وشؤون الحياة. لا أن تستغل مشاعر الناس وحبهم للدين وتبيعهم شعارات لا تُسمن ولا تُغني من جوع. نصيحتي لإخواني المتعاطفين الذين ما زلت أكن لهم المحبة والتقدير أن يراجعوا أنفسهم وأن يتخلّوا عن التعاطف مع جماعة صنفتها دولتنا بأنها (جماعة إرهابية) وتوعدت من يتعاطف معها بالسجن. نصيحتي لهم أن يكونوا مع ملك العرب وإمام المسلمين سلمان بن عبد العزيز فهو الحصان الرابح الذي يملك القدرة على مواجهة هذه التحديات الكبيرة التي تواجهنا من كل اتجاه، ولن يكون لنا فلاح ولا نجاح إلا بالوحدة وأن يكون شعارنا جميعا: الله .. ثم المليك والوطن.