كما أصبح بإمكاننا مواكبة كل أمر في الحياة بأدوات العصر الحديثة وإيجاد الحلول لأي مشكلة، لأن ذلك هو مفتاح التطور المستمر، تصبح البطالة (وهي إحدى تلك العوائق الأساسية لنمو المجتمع) جزءا من هذه المواكبة. ولكون المجتمع السعودي في تزايد عددي للسكان مما يجعل عدد الخريجين والخريجات أكبر من طاقة سوق العمل لكون الفرص مازالت محدودة في الواقع العملي لتشغيل تلك القوى. وحتى نحقق تلك المعادلة الصعبة في تقليل نسبة البطالة فالاتجاه العملي بمنظوره البعيد يمكن أن يساهم في تهيئة المشاريع الصغيرة للشباب. وفي السعودية حيث يستطيع رجال الأعمال المشاركة في تكوين بيئة مناسبة للشباب من خلال تدريبهم على بعض المهارات المهمة بتكلفة بسيطة، مثل مهارات التخطيط وإدارة المشاريع وفن استثمار الوقت وغيرها. ومن ثم منحهم الفرصة لإقامة مشاريعهم الخاصة ببعض التسهيلات المناسبة وهذا مارأيناه في مشروع (باب رزق) لعبداللطيف جميل على سبيل المثال وساعد كثيرين في دخول سوق العمل وعدم الاعتماد على الوظيفة الرسمية كمصدر دخل ثابت. غير أننا في حاجة إلى مزيد من هذه المبادرات سواء من الدولة أو رجال الأعمال. وحيث توجد عقول سعودية قادرة على الإبداع غمرها قلة الموارد المادية، فالمساحة ستكون أروع بتلك المشاريع لإسكان طموحاتهم. ولعل من الجدير بالذكر بأن إحلال العمالة الأجنبية بالأخرى السعودية في سوق العمل ليس أهم من تهيئة الشباب السعودي على دخوله في مختلف القطاعات. نحن بحاجة لأن نضخ العقول الوطنية التي لديها ثقة بقدراتها أولاً ووجود الدعم الذي تحتاج إليه ثانياً وهذا هو الاستثمار الأهم في المرحلة المقبلة حتى على الأكثر لنقطع دابر الأيادي الخفية التي تسعى لاستغلال حاجاتهم في أعمال تتنافى والعقل والدين. ولعل هذا هو الاستثمار الأمثل في خطط 2030.