الضعيفُ لا قيمة له ولا حِساب، والقوي مُهابٌ يُحسَبُ له ألف حساب ، ومرابضُ الليثِ الهمام يهابها أعدى الكِلاب ، ومن كان في نفسهِ أرضاً مُوَطَّئةً ، تَطئهُ من كٰلِّ شيء حوله قَدَمُ ، والتاريخُ في ماضيه وحاضرهِ شاهِدٌ بِذلك، فما خرج الرومانُ من بلاد العرب إلَّا بالقوة ، وما طُرِدَ الصليبيون وهُزِمَ التتارُ إلَّا بالقوَّة، وما خرج المحتلُ من الجزائر وبلاد الأفغان إلَّا بالقوة . وشَهِدَت عاصفةُ الحزم أنَّ أفصحَ وأبلغَ لُغَةٍ يفهمها أعداؤنا من عُبَّاد اللَّهبِ هي لُغَةُ القوة وقد قالها الحزمُ أنا ما مِتُّ بَعدُ، لم يَزَل في أضلُعي برقٌ وَرَعدُ ، خالِدٌ ينبض في قلبي وسَعدُ ، قائلاً قبلُ وبَعدُ لا يُقيمَنَّ على الضَّيمِ الأسد . جهلُ عُبَّادِ اللهبِ الفرس أطمعهم في حِمانا ناسين أو مُتناسين مصارع أجدادهم رستم وهرمز في القادسية وذي قار والنهروان ونهاوند على أيدي العرب المسلمين الصحابة سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد والمثنى بن حارثة والقعقاع بن عمرو وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم تحت إمرةِ أمير المؤمنين خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وبعد أن نسي عُبَّادُ اللهب الفرس المجوس ما لقَّنهُم العرب المسلمون من دروسٍ قاسيةٍ فعودوا إليهم يا أحفاد العرب المسلمين يذكروا. الفرس عُبَّاد اللهبِ رأوا أنفسهم أُسْدُ غابةٍ ، ولكنهم عند الكريهةِ ثعالب جبناء رعاديد ، وليس بيننا وبينهم إلا صليل السيوف وقرعِ الأسِنَّة وميادين الوغى وعواصف الحزم المستمرة ، وقد جرَّبَ أجدادُ الفرس عُباد اللهبِ مُجالدة أجدادنا الذين هزموهم وفرَّقوا جمعهم وشَتَّتوا شملهم وحطموا أركان دولتهم وقتلوا كسراهم ورستمهم وهرمزهم ، فهل يرغب الفرس في مجالدتنا من جديد ؟ وهل تاقَ عُبَّادُ اللهب إلى قادسيةٍ جديدة تعيد هزائمهم وانكساراتهم ؟ عبدالله الهدلق