من المستبعد أن يتهور رموز وقياديو التيارات التي شملت بنظام تجريم الإرهاب بالاعتراض عليه صراحة وبشكل علني؛ لأنهم أدركوا أن الأمر هذه المرة مختلف تماما عن السابق. ربما يختبئون ويصمتون مؤقتا كنوع من الرهان على الوقت، ثم يبدأ جس النبض لمدى جدية تطبيق القرار، وهذا تكتيك معروف عنهم، لكنهم بدؤوا الدفع بالصفوف الخلفية من الأتباع المغمورين ليسجلوا بعض المواقف تجاه التفاعل الشعبي الواسع المرحب بالقرار، وما طرحه كتاب الرأي في الصحف والمهتمين بالقضايا الوطنية في بقية وسائل الإعلام. أحد هؤلاء المغمورين كتب بالنيابة عن قادته تغريدة مرتبكة يسجل فيها خشيته من كون هذا النظام يمثل «مكارثية» فيها تعميم وخلط قد يتضرر منه من لا ذنب لهم، لكن المفارقة أن أحدا من الأسماء المعروفة لم يجرؤ على إعادة التغريدة فضلا عن التعليق عليها. إنها ليست مكارثية، يا رموز الإخوان والسرورية والصحوة الحركية ــ باعتبارها الأصل والأساس لكل ما نتج عنها من تنظيمات وجبهات تعيث الآن فسادا. لا توجد مكارثية في قانون تجريم الإرهاب، ولا في الكتابات التي تفاعلت معه، ولا في الاحتفاء الشعبي الكبير الذي حظي به، إذ ليس صعبا التفريق بين التبني المجرد للأفكار مهما كانت سيئة، وبين تبنيها لتحويلها إلى مشروع عمل مستمر يتسم بالخداع والتخفي وراء مفردات الدين، بينما حقيقة المشروع هدم الدولة الوطنية لصالح حلم أممي متخلف لا يمكن أن يتحقق في هذا العصر، عصر الدولة الحديثة القائمة على العلم والإدارة الحديثة والمواطنة، وليس على التبعية وإلغاء العقل. لقد كان دفعكم بالشباب للجهاد في الشرق والغرب نوعا من التأصيل والترسيخ لمفهوم الأممية وإلغاء الوطن، وهو ما لم يتنبه له الكثير في الماضي، لكنه أصبح الآن واضحا للجميع؛ لأنكم فضحتم أنفسكم سريعا بعد نشوة عام كئيب من حكم الجماعة. إن الحق واضح، والباطل واضح، وبينهما المنطقة الرمادية، وليس صعبا أن يستدل المجتمع على من يقف في كل منطقة؛ لأن الأقوال والأفعال تدل على الانتماء، ولا سيما حين تكون واضحة الدلالة. لن يؤخذ بريء بذنب مذنب؛ لأن الشواهد الكثيرة والأكيدة تشير إلى المذنب وتفضحه وتدينه، فبدلا من محاولاتكم البائسة لإثارة قضية جانبية عبثية فكروا جيدا وقرروا التطهر والتكفير عن ذنوبكم بحق الوطن والمجتمع، وكونوا شجعانا في إعلان توبتكم. habutalib@hotmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة