حصد إعلان «رؤية 2030»، و«التحول الوطني» أكبر تغطية إعلامية فاقت كل ما عداها محلياً، يمكن القول إنه لم يسبق له مثيل، وبرز استثمار - الحملة الإعلامية للرؤية والتحول - لوسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي بصورة كبيرة، وكل هذا طبيعي تهيئة للرأي العام لما يتم العمل من أجله وهو عمل سيمس حياة الجميع، لكن المسألة توقفت عند هذا الحد! توقعنا مع الاستخدام الإعلامي المكثف لإعلان «الرؤية» والترويج لها أن يتناغم معه حضور رسمي إعلامي تفاعلي حول هذه الخطوات وحول ما يحدث أيضاً وما يدور من الشؤون العامة في الأجهزة على اختلاف مسؤولياتها. بمعنى تغيير في النهج السابق الذي لا يتفاعل مع المجتمع وتساؤلاته، لكن هذا لم يحدث حتى اللحظة. ولو تابعت الأخبار و«النشاطات» للوزارات والهيئات ومسؤوليها ستجد «الناشط منهم» يرسل رسائل باتجاه واحد من دون تفاعل مع ما يطرح من أسئلة تتكاثر وتكبر، وبمقارنة بما سبق من حال التفاعل الرسمي مع الشعبي والإعلامي يمكن القول أن التفاعل الإيجابي مع ما كان يطرح سابقاً في الإعلام كان أفضل وأكثر حضوراً من حيث الكم والنوع منه الآن. والمسألة هنا ليست مشروعاً أو مشروعين، بل تحول شبه كامل أعلن لاقتصاد الوطن وسيؤثر في الجميع، وخصوصاً الطبقات الوسطى والأقل دخلاً، وهم الغالبية الساحقة من المواطنين، هذا ما يحتاج إلى شرح مفصل مستمر، ورد على كل سؤال، وإجابة على أي استفسار، وإقناع بأن الخطوات المتخذة، «التي مازالت في طور الاستشارات أو غيرها»، أنها مجدية وعملية وتحقق ترشيداً للموارد المالية وتطويراً للعنصر البشري. الوضع بهذه الصورة مثل من دعي لمناسبة كبيرة ضخمة أعرض ما فيها رقاع الدعوة ثم جلس ينتظر وينتظر. وفي المشهد الإعلامي لا نرى سوى عدد محدود جداً من المسؤولين، أما غالبيتهم فلا نرى منهم تفاعلاً حتى في وسائل التواصل ولا يعرف عن بعضهم هل مازال على رأس العمل أم لا؟ وهذا يتعارض مع مبدأ الشفافية الذي كان عند التسويق وإعلان «الرؤية والتحول». asuwayed@