×
محافظة المنطقة الشرقية

بعثة الاتفاق تصل الدمام والتدريبات تنطلق الثلاثاء

صورة الخبر

حمدان موظف حكومي يمتلئ صدره ضيقا بمديره الذي يؤكد على أهمية الالتزام بأوقات الدوام وتأدية حق العمل تيسيرا على المراجعين لاسيما الذين يأتون من أماكن بعيدة. مبينا له مقدار الضرر الذي يلحق بالمراجعين جراء عدم وجود الموظفين على مكاتبهم. لكن حمدان لا يلبث أن يصبح تبرمه همهمة، وقد يغدو كلمات يحتج بها على هذا التضييق المتسلط الذي ليس له مثيل في إدارات أخرى بحسب وجهة نظره -. ذات يوم تغيب حمدان لظرف طارئ لمدة يوم هو الأخير في رصيده الاضطراري؛ لإنجاز عمل له في مدينة أخرى. وحرص على الذهاب إلى مصلحته منتصف الدوام تلافيا للازدحام في الطرقات. لكنه عندما وصل إلى الجهة المعنية أخبروه بأن الموظف المسؤول عن إدخال البيانات قد خرج من العمل لقضاء مصلحة ما. اضطر حمدان للانتظار بعض الوقت فمضت ساعة وكادت الساعة الثانية أن تنتهي والموظف لم يصل. هنا بدأ الانتظار يضغط عليه فذهب إلى موظف وآخر علهم ينجدونه؛ فأخذ يتصبر وهو يدلف ساعته الثالثة منتظرا، ولما بدأ يشعر بقرب انتهاء الدوام أصبح غضبه المكتوم حمما واحتجاجه علنا ومطالبته بحقوقه مدوية؛ ذهب إلى رئيس الموظف، وبعد ذلك إلى مدير الإدارة العامة الذي طمأنه بأن الموظف المختص في الطريق. وفعلا لم يلبث الموظف حتى أطل مبتسما (بعد جلسة ضحوية جماعية ممتدة عامرة بالفول والشاهي المنعنش) استقبله حمدان بغضب مكتوم وابتسامة مصطنعة.. وبمجرد فتح الموظف للجهاز اكتشف أن الشبكة قد تعطلت ولا مناص من عودة حمدان في يوم آخر. لحظتها فقط سكب حمدان كل شراسته في كلمات تطالب بالحقوق وتندد بالإهمال والتسيب. لكن صوتا هامسا من أقصى مساحة بياض بداخله يقول له (كما تدين تدان.. وهذه بتلك)!! نبضة تأمل: ترى.. كم حمدان في منظوماتنا الإدارية؟!