×
محافظة المنطقة الشرقية

هند الصبيح: لابد من تأهيل وتمكين ذوي الاعاقة من انجاز ما يصبون إليه والحصول على الوظائف المناسبة

صورة الخبر

عبد اللطيف الزبيدي الحكم على حال الموسيقى العربية في العقود الأخيرة، لا يحتاج إلى عناء تحليلي، ولا بحث نظري علمي. القش والغش أظهر من أن يخفيا. هذه كلمات تُجلي ضباب الرؤية إن كان. في العقود الستة الأولى من القرن العشرين، كان الوضع سليماً، كانت للملحنين مكانة وكانوا في المقدمة. كانت السيادة لأعلام التأليف الموسيقي: سيد درويش، زكريا أحمد، رياض السنباطي، محمد عبدالوهاب، كمال الطويل، محمد الموجي، بليغ حمدي إلخ. وكان هؤلاء هم الذين ينتقون الأصوات ويرتقون بها. قس على هذا في بلدان عربية أخرى. حتى أم كلثوم، على جبروت فرديتها، لم تكن قادرة على أن تُذكر بمعزل عن العمالقة الذين لحنوا لها.كانت تلك الكوكبة النخبوية الإبداعية تتخير الأشعار أفضلها وأجملها. بعيداً وربما قريباً من نظرية المؤامرة، طُبخت في مطابخ خفية طبخة أصابت الموسيقى العربية بالتسمم. صار الفن، على غرار ماركيز، في زمن الكوليرا. انقلبت الموازين، وحدث انقلاب على مراكز القوى الموسيقية. هل تعرف من هم الملحنون اليوم وفي الأمس القريب؟ باتوا نكرات في الكواليس، توظفهم المواهب الباهتة، والدعاية والإعلان التي تلعب دور المايسترو في الدورة الموسيقية، وأنكر منهم من يكتبون الكلمات بلا لغة ولا خيال ولا اقتدار ولا جاذبية، والشاشات السائبة، ترمي الجمهور بكل نائبة. انهيار القيم هو الأرضية المرضية، التي تمهد للانهيارات المادية الملموسة المرئية.عندما يهبط الذوق تسقط منظومة التمييز وتتداعى القدرات الإدراكية، ويستفحل الحيف والزيف والتزييف، فهل تنبني على هذه المقاييس المضادة للمقاييس أوضاع سليمة؟ أهو ده اللي جرى. لا تدع ذهنك ينصرف إلى أن المشهد يشبه انطباق مقولة الفيلسوف الألماني هيغل: إن كل فكرة تحمل في طياتها بذور فنائها، ولكنك مصيب ووجهة نظرك مصيبة، إذا رأيت أن الخلايا التي جعلوا نظامها يختل فتكاثرت واستولت على أدوات الإنتاج، هي من الجسم نفسه، ولهذا أوهموا الناس بأن البدن هو الذي اختار القضاء على ذاته لفساد فيه. كيف يقبل عاقل أن تكون الشعوب هي التي اختارت مخيرة طرد أعلام موسيقاها من المسرح، لاحتضان محسوبين ظلماً على الفن؟ قس ذلك على سائر المتسببين في سائر الانهيارات في سائر الميادين. الآلية واحدة والخواتيم واحدة. لزوم ما يلزم: النتيجة الفلسفية: صدق هيغل مرة أخرى، ففكرة إحداث الانهيارات، هي الأخرى لا شك في أنها تحمل في طياتها بذور فنائها. abuzzabaed@gmail.com