تطايرت شظايا ملاحقة السلطات التركية للداعية فتح الله غولن لتنعكس على علاقات تركيا مع بعض الدول التي توجد بها مدارس «حركة الخدمة» التي تصفها أنقرة بـ«المنظمة الإرهابية» أو «الكيان الموازي». فقد رفضت قيرغيزستان طلب الحكومة التركية بإغلاق مدارس «جماعة الخدمة» على أراضيها. وقالت الحكومة القيرغيزية في ردها على طلب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بخصوص إغلاق المدارس، إنها قادرة على إقرار سيادتها بنفسها دون إملاء من دول أخرى. وأضافت: «درسنا بتمعن الطلب التركي بإغلاق بعض المؤسسات التعليمية في بلادنا، ولا بد أن نؤكد أن تركيا دولة شقيقة ونتفهم تخوفاتها، لكن على الرغم من ذلك، نريد أن نذكِّرها بأن قيرغيزستان دولة مستقلة لها سيادتها وقادرة على التمييز بين ما هو في صالحها وما هو عكس ذلك». ورد مسؤولون أتراك على هذا الموقف بأنه معروف عن قيرغيزستان أنها أكثر من يقدم الدعم لغولن ومنظمته. وفي الاتجاه نفسه، أعلن رئيس الوزراء التشيكي بافل بيلوبراديك استعداد بلاده لاستقبال الأكاديميين الذين تتم إقالتهم وتصفيتهم في تركيا على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة الأخيرة على حكم الرئيس رجب طيب إردوغان. وعقد اتحاد الجاليات التركية في الخارج اجتماعا أمس بحث خلاله مطالبة الدول التي توجد بها مدارس لـ«حركة الخدمة»، وعددها نحو 160 دولة، بإغلاق هذه المدارس على اعتبار أنها تابعة لـ«منظمة إرهابية» وقفت وراء الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا. في غضون ذلك، استبقت الحكومة التركية انعقاد مجلس الشورى العسكري الأعلى أمس بإصدار مرسوم يقضي بإقالة 1684 عسكريا من القوات المسلحة، بينهم 149 جنرالا، بدعوى انتمائهم أو علاقتهم بمنظمة غولن. وتعد هذه أوسع حركة إقالات في الجيش التركي. ومن بين المفصولين: قائد القوات الجوية السابق أكين أوزتورك، وقائد الجيش الثاني الفريق آدم حدوتي، وقائد إدارة التدريب والتعبئة المعنوية الفريق متين إيديل، ورئيس الشؤون الإدارية في رئاسة الأركان الفريق إلهان تالو، وآخرون لمشاركتهم في محاولة الانقلاب الفاشلة. وقبيل اجتماع مجلس الشورى العسكري في أنقرة أمس، تقدم اثنان من كبار القادة العسكريين في تركيا باستقالتيهما، هما الجنرال إحسان آويار رئيس أركان القوات البرية، والجنرال كامل باش أوغلو رئيس قيادة التدريب، وكلاهما برتبة قائد عام، وهي أعلى رتبة عسكرية للجنرالات في تركيا.