صنعاء: عرفات مدابش لقي ستة جنود يمنيين أمس مصرعهم في اشتباكات بمحافظة حضرموت بجنوب شرقي البلاد، في الوقت الذي طالب مواطنو ووجهاء محافظتي المهرة وسقطرى في شرق البلاد بإقليم مستقل، في حين اتهم رئيس لجنة الوساطة في القتال الدائر في أرحب الحوثيين بخرق هدنة وقف إطلاق النار. وتفيد المعلومات أن الجنود اشتبكوا مع رجال القبائل هناك فقتل منهم ستة وجرح وأسر آخرون، وتشير المعلومات إلى انطلاق حملة أمنية لتحرير الرهائن وشاركت في تلك الحملة الطائرات العمودية، وأشارت مصادر محلية إلى أن الاشتباكات اندلعت على خلفية مطالبة أبناء المنطقة الغنية بالنفط بوظائف لأبنائهم في الشركات النفطية العاملة في المنطقة. وجاء هذا الحادث بعد نحو 24 ساعة من التوتر إثر اتهام رجال القبائل قوات الجيش من «قوة حماية الشركات المرابطة في نقطة الأدواس على قطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى ريدة المعارة والعليب ورسب وغيل بن يمين والعكس باتجاه الساحل ومنعت الأسر والمواطنين والمرضى منذ صباح أول من أمس، من العبور عبر هذه النقطة العسكرية وأرجعتهم من حيث أتوا ، وصاحب هذا الإجراء أيضا استحداث نقاط عسكرية جديدة على مداخل الطرق الفرعية الترابية القديمة من وإلى استراحة المسافرين في منطقة الأدواس». وكانت قبائل حضرموت اعتبرت، في بيان لها حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه بأن «الممارسات الاستفزازية التي تمارسها قوات الجيش بحق المواطنين في هذه المناطق ومنعهم من التحرك عبر هذا الطريق الحيوي وقطع مصالحهم ومنع الأسر من الوصول إلى بيوتها ومنع إسعاف المرضى دون جريرة ارتكبوها أمر غير مقبول استمراره والسكوت عنه سيؤدي إلى عواقب وخيمة». من ناحية ثانية، علمت «الشرق الأوسط» أن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد ربه منصور هادي ومشايخ وأعيان محافظة المهرة وسقطرى، طالب بإقليم مستقبل للمهرة وأرخبيل سقطرى على حدود 1967، وهي حدود الاتحادية في جنوب اليمن سابقا، وقال الشيخ عبد الله بن عيسى بن علي بن عفرار، أحد السلاطين السابقين إنهم جاءوا لمقابلة الرئيس عبد ربه منصور هادي في ضوء طلبه هو لهم وإنهم أبلغوه بمطلبهم «وأطلعناه على الاستفتاء الذي نحمله بين أيدينا بالصوت والصورة والمكتوب من أجل قيام خاص إقليم المهرة وأرخبيل سقطرى»، وأشار بن عفرار إلى أن الرئيس هادي وعد بتفهم مطالبهم ووعدهم خيرا»، وحول إن كان هذا الخبر قد يثير مشكلات مع الجيران من المحافظات الأخرى، أكد بن عفرار لـ«الشرق الأوسط» أنهم يحترمون خصوصية الآخر «ونحترم الجيران أينما وجدوا ولكن الأخوة الجيران في مكانهم ونحن في مكاننا، لنا روابط تاريخية تجمعنا ولنا ثقافة وخصوصية تميزنا نحن وخيارنا في إقليم مستقل أجمعت عليه كل القوى والأحزاب والقيادات السياسية والوجاهات القبلية والاجتماعية بنسبة تسعة في المائة في محافظتي المهرة وسقطرى». في سياق آخر، اتهم عبد القادر هلال، أمين العاصمة صنعاء، رئيس لجنة الوساطة لوقف القتال في أرحب جماعة الحوثي بخرق وقف إطلاق النار مع القبائل، الأمر الذي أدى إلى معارك طاحنة مستمرة، وسط معلومات التي تشير إلى محاولة استئناف الوساطة من جديد. وتجددت الاشتباكات الجمعة بصورة متقطعة بين «أنصار الله» والقبائل قرب العاصمة اليمنية، غداة الإعلان عن فشل وساطة حاولت دفعها السلطات، بحسب ما أفاد المتمردون في جماعة أنصار الله. وقال المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام إن تبادلا لإطلاق نار يتواصل بصورة متقطعة بين أنصارنا وعناصر مناهضين لنا في شمال أرحب، قرب صنعاء. لكنه لم يشر إلى سقوط ضحايا، طبقا لوكالة الصحافة الفرنسية، التي نقلت أيضا إعلان مصدر قبلي من جهته أن التوتر مرتفع في أرحب على مقربة من مطار صنعاء وخصوصا أن الوسيط الرسمي عبد القادر هلال أعلن مساء الخميس استقالته على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك». ويعد هلال الذي كلفه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إعادة الأمن إلى أرحب، اتهم جماعة أنصار الله بعدم احترام تعهداتها بموجب الهدنة التي أعلنت لوقف الأعمال الحربية وتم التوصل إليها نهاية الأسبوع الماضي. لكن عبد السلام رفض هذه الاتهامات، مضيفا أن الوسيط سيستأنف مهمته بعد اتصالات يجريها مع حركته. وقال المتحدث إن «أنصار الله» تطلب ضمانات لانسحاب متزامن لقوات الطرفين المتحاربين في أرحب وحيادية الجيش وفتح الطريق التي تربط عمران بصنعاء عبر أرحب. وكان المتمردون سيطروا في نهاية الأسبوع الماضي بعد معارك أوقعت نحو 150 قتيلا، على مناطق في محافظة عمران إلى الشمال وطردوا مجموعة آل الأحمر، قادة اتحاد قبائل «حاشد». وبحسب مصادر سياسية، فإن الطرفين يحاولان كسب المزيد من النقاط قبل ترسيم حدود مناطق يفترض أن تشكل الدولة الفيدرالية الجديدة في اليمن والتي اتفق عليها مبدئيا في نهاية يناير (كانون الثاني) في ختام مؤتمر الحوار الوطني.