القاهرة: محمد عبده حسنين أصيب ستة أشخاص، بينهم ثلاثة من رجال الشرطة المصرية، في تفجير وقع أمس واستهدف خدمة أمنية متمركزة أعلى كوبري بمحافظة الجيزة. وعَقّب الدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة على الحادث قائلا إن «مثل هذه العمليات الإرهابية لن تثني المصريين عن استكمال خطواتهم الثابتة نحو المستقبل». وفي غضون ذلك، واصل أنصار جماعة الإخوان المسلمين مظاهراتهم أمس في القاهرة وعدد من المحافظات، عقب صلاة الجمعة، تخللتها أعمال عنف واشتباكات مع قوات الأمن، مما أسفر عن مقتل أحد المتظاهرين في محافظة الفيوم، وأصيب العشرات في أماكن متفرقة. وتشهد مصر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة رسميا كجماعة «إرهابية»، تفجيرات وأعمال عنف مسلحة، قتل خلالها المئات من الأشخاص بينهم عناصر تابعة للجيش والشرطة. وخلال الأسابيع الماضية اعتاد المصريون على وقوع تفجيرات تستهدف مواقع شرطية، آخرها تفجير في مديرية أمن القاهرة. واتهمت جماعة الإخوان بالوقوف وراءه. وقال مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية أمس إن انفجارا ناجما عن عبوتين بدائيتي الصنع استهدفتا قوة الخدمة الأمنية المرتكزة أعلى كوبري الجيزة، أسفر عن إصابة ضابط وأمين شرطة ومجند نقلوا إلى مستشفى الشرطة لتلقي العلاج اللازم. وقال بيان لوزارة الصحة إن «ستة أشخاص أصيبوا في الحادث جرى نقلهم إلى المستشفيات للعلاج»، مؤكدة عدم وقوع أية وفيات. من جانبه، أوضح اللواء مصطفى رجائي، مدير إدارة الأمن المركزي بالجيزة، أن إحدى القنبلتين اللتين استهدفتا قوات الشرطة «يدوية الصنع» وجرى زرعها بدقة بمكان وموقع وجود القوات، مشيرا في تصريح نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن «عمليات اختراق خطط التأمين واردة ولكن سرعان ما نستبدلها ونواجهها بجاهزية عالية». وأدان الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء حادث التفجير، مؤكدا أن «مثل هذه العمليات الإرهابية لن تنجح في العبث بأمن وأمان هذا الوطن، وأنها لن تثني المصريين عن استكمال خطواتهم الثابتة نحو المستقبل الذي رسموه وطالما حلموا به»، مشددا على أن «مصر ستبقى، أما الإرهاب فمصيره إلى زوال». وعقب الحادث، رفعت أجهزة الأمن بجميع المحافظات حالة الاستنفار الأمني وعززت من وجودها حول المنشآت الحيوية والميادين الرئيسة لمواجهة أي شغب أو أعمال خارجة عن القانون خلال المظاهرات التي نظمتها جماعة الإخوان أمس بعدد من ميادين ومدن المحافظات. وشهد ميدانا التحرير ورابعة العدوية بالعاصمة القاهرة وجودا أمنيا مكثفا أمس، حيث تمركزت عدد من الآليات العسكرية، وتشكيلات الأمن المركزي والمدرعات بجوار البوابة الرئيسة لمبنى المتحف المصري. كما شهد محيط قصر الاتحادية الرئاسي بـ«مصر الجديدة» (شرق القاهرة)، وجودا أمنيا كبيرا، بتشكيلات من قوات الأمن المركزي والمدرعات الشرطية والحواجز الشائكة. وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية، المؤيد للرئيس السابق محمد مرسي، قد دعا أنصاره إلى الاحتشاد بدءا من أمس (الجمعة) وطوال أيام الأسبوع المقبل في إطار ما سماه «أسبوع الشعب يكمل ثورته»، تزامنا مع ذكرى تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك في 11 فبراير (شباط) 2011. ووقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وعناصر الإخوان الذين خرجوا في مسيرات عقب صلاة الجمعة من مساجد مختلفة في عدد من المحافظات. وتمكنت قوات الأمن من تفريق معظمها، وألقت القبض على عدد منهم. ففي مدينة الإنتاج الإعلامي بحي السادس من أكتوبر بالجيزة، فرقت قوات الأمن مسيرة لعدد من أنصار جماعة الإخوان بقنابل الغاز المسيل للدموع. وانتشرت قوات العمليات الخاصة على بوابات المدينة مع تفتيش سيارات الوافدين عن طريق الكلاب البوليسية تحسبا لوجود أي متفجرات. وفي حي المهندسين، وقعت اشتباكات بين متظاهري الإخوان وقوات الأمن الذين تضامن معهم بعض الأهالي، بعد انطلاق مسيرة بميدان لبنان وترديدهم هتافات مناهضة للجيش والشرطة. وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة واستخدمت عناصر الإخوان المولوتوف والألعاب النارية، مما أدى إلى تفرقهم بالشوارع الجانبية. وأسفرت الاشتباكات عن تحطم بعض واجهات المحلات وتعطل الحركة المرورية، فيما توافدت عدد من سيارات الإسعاف لنقل أية إصابات. كما نظم أنصار الإخوان مسيرة في شارع الهرم بالجيزة بعد صلاة الجمعة، رافعين لافتات مؤيدة للرئيس السابق مرسي ومرددين شعارات مناهضة للقوات المسلحة والشرطة، قبل أن تفرقهم قوات الأمن. وهو ما تكرر في أحياء (فيصل، والمطرية، ومدينة نصر). ولقي شخص مصرعه، وأصيب أربعة آخرون في اشتباكات بمحافظة الفيوم، أثناء قيام قوات مكافحة الشغب بفض مظاهرة قامت بها عناصر الإخوان. وفقا لما صرح به الدكتور مدحت محمد شكري وكيل وزارة الصحة. كما ألقت قوات مكافحة الشغب وأجهزة الأمن القبض على سبعة أشخاص. ونظم المئات من عناصر الإخوان مسيرة بمحافظة البحيرة استجابة لدعوة تحالف دعم الشرعية، رفعوا خلالها اللافتات الصفراء المدون عليها شعار رابعة وصور الرئيس المعزول محمد مرسي. أما في محافظة الإسكندرية، فقد اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن وعدد من أنصار الإخوان بمنطقة السيوف شرق الإسكندرية. أطلقت عليهم قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، ورد المتظاهرون بالحجارة وزجاجات المولوتوف. وأفاد شهود عيان بسماع دوي إطلاق أعيرة نارية وسط حالة من الكر والفر. وألقت قوات الأمن القبض على العشرات من الإخوان، بحيازتهم منشورات مناهضة للقوات المسلحة وزجاجات مولوتوف. وقال مصدر أمني إن قوات الأمن التابعة لقسم شرطة أول المنتزه بالإسكندرية «تمكنت من ضبط أحد عناصر الإخوان بحوزته وصية مكتوبة بخط اليد وموجهه لأهله تمهيدا لقيامه بعملية استشهادية»، على حد تعبيره. وأوضح مصدر أمني لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن «المتهم وجد بحوزته شهادة تقدير باسمه صادرة من مؤسسة محررون لنشر الثقافة الفلسطينية وشهادة أخرى باسمه مدون عليها وثيقة العهد الأبدي ومجموعة من الأوراق مدون بها أرقام هواتف وعناوين خاصة ببعض عناصر تنظيم الإخوان، فضلا عن شريط من القماش الأخضر مدون عليه كتائب القسام وشريط آخر من القماش مدون عليه (القدس لنا.. فلسطين عربية) وكيس من البلاستيك مدون عليه تراب من الأرض المباركة شمال غزة، وبداخله كمية من الرمال». في المقابل، خرج المئات من مؤيدي السيسي أمام مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل بالإسكندرية عقب صلاة الجمعة، لمطالبته بإعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية. وردد المتظاهرون هتافات «انزل يا سيسي أنت رئيسي»، ورفعوا صورا له وعددا من اللافتات التي تطالبه بالترشح للرئاسة.