تصدر هذا الكتاب خلال أسابيع من نزوله المكتبات لجرأة طرحه وموضوعيته وثقة القارئ بالكاتبين كونهما من المراجع السياسية الهامة في واشنطن العاصمة. ويفيد الكتاب أن الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2016 قد تكون أشبه بمعركة أرميدغون التي جاءت في سفر الرؤيا من العهد الجديد، وهي المعركة الفاصلة والحاسمة بين قوى الخير والشر في نهاية الأزمان قبيل يوم القيامة. والتشبيه هنا، كما أراده مؤلفا هذا الكتاب الأشهر الآن في الولايات المتحدة، قد ينطبق على الحال السياسي ومعركة الشعب الأميركي الفاصلة بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أجل إنقاذ الولايات المتحدة الأميركية كما يشير الكاتبان. أما على أرض الواقع، فيرى المعسكر الجمهوري اليميني المحافظ في هذه المعركة الانتخابية فصلا حاسما في التاريخ السياسي الأميركي في بدايات الألفية الثالثة لهزيمة القوى التي تستخف وتقلل من هيبة الحياة الدستورية والحكومة المنبثقة عن المبادئ الدستورية الأميركية، وإحدى أبرز هذه القوى كما يشير الكتاب هي مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة عن حزبها هيلاري كلينتون؛ والتي إن فازت بالرئاسة ستكرس في أربع سنوات مضافة إلى ثماني سنوات من حكم باراك أوباما، مسلكا يستعيض عن الحكم الدستوري برئيس مدعوم بقوة قضائية نافذة. يشير الكتاب إلى أن وصول هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض في العام 2017 سيعني ببساطة "ولاية ثالثة" لباراك أوباما الذي كان أصلا قد غيّر أميركا في هذا الاتجاه، وأنه ستأتي كلينتون لتقوم بعملية مأسسة وتكريس للتجاوزات الدستورية والسياسية الإستراتيجية التي وقعت في السنوات الثماني الماضية من عمر التاريخ الأميركي الراهن. كما يرى الكاتبان أن هذه هي فرصة الأميركيين الأخيرة لاستعادة البيت الأبيض، ويقدمان خطة متكاملة في الكتاب لهزيمة الديمقراطيين في الانتخابات التي أصبحت على الأبواب. 5044705413001 caae43ff-e1eb-4d3e-8ef5-f2becebdda4c 0e36d88e-ed09-44a4-baad-f94ca447f6ed video خطة الفرصة الأخيرة حين يتحدث موريس ومكغان عن خطة الفرصة الأخيرة لاستعادة الحيوية السياسية في البلاد، فإنهما يفصلان هذه الخطة كما يلي: - هي الفرصة الأخيرة من أجل وقف التأهيل الاشتراكي والفساد الحكومي والسيطرة الكاملة على سلطة العمل التنفيذي. - هي الفرصة الأخيرة من أجل الحد من برامج الرعاية الاجتماعية التي صممها باراك أوباما والتي بدأت تنخر في النسيج الاجتماعي للأمة الأميركية، والبنية الاقتصادية لأميركا، وتكاد أن تدمرهما. - هي الفرصة الأخيرة لتأمين الحدود الأميركية ولاسيما الطويلة والممتدة منها على مساحات واسعة مع المكسيك وذلك بهدف حماية السيادة الوطنية والتوازن الاجتماعي. - هي الفرصة الأخيرة لمواجهة خطر الإرهاب الذي غدا عالميا، ووضع السبل والإستراتيجيات للقضاء عليه وفي مقدمته منظمة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) الأكثر وحشية وعنفا في عملياتها الإرهابية العابرة للحدود. - هي الفرصة الأخيرة للأمة الأميركية من أجل حماية المادة الثانية في الدستور الأميركي. ويختم موريس ومكغان تفاصيل الخطة بالقول "نعم علينا أن نتحرك بسرعة ومن واجبنا أن نرفع صوتنا وإلا فنحن نخاطر بخسارة المعركة الكبرى لإنقاذ أميركا، وفي يوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، سيقوم والناخب الأميركي باتخاذ قرار بالغ الأهمية". الخامس من نوفمبر يشير المؤلفان إلى أنه، وفي هذا اليوم الاستثنائي في التاريخ الأميركي يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2016، سوف يقرر الشعب الأميركي مصير هذه البلاد. وسيقول الأميركيون كلمتهم بشأن ما إذا كان هذا البلد العظيم سيبقى موطنا للسوق الحر والديمقراطية الدستورية، أم أنه سيفقد السمات التي جعلته أقوى بلد في العالم. 4930367584001 bcf4137a-eaec-4823-90a7-a35b622971b9 dfc25050-1283-4df4-be18-53e9a5869e64 video ويشير الكتاب إلى أن المخاطر التي تتهدد القيم الأميركية وأسلوب حياة الأميركيين هي في أعلى درجة من سلم التهديد لم تصل إليها من قبل. "فإذا انتخبت هيلاري كلينتون رئيسة، فإن ذلك سيعني نهاية أمريكا.. أميركا التي نعرف ونحب"، كما جاء في الكتاب. ويفيد الكتاب إلى أنه من أجل هزيمة الديمقراطيين في هذه المعركة على الحزب الجمهوري أن يسلك أساليب وطرقا غير تقليدية في الحملة الانتخابية هذه السنة تحديدا. ويعتقد موريس ومكغان إلى أن اتباع الأساليب التقليدية قد أوصل أوباما إلى البيت الأبيض لفترتين متتاليتين، وأن على الجمهوريين أن يركزوا على استقطاب الشباب والأميركيين اللاتينيين لكسب أصواتهم، كما أن عليهم أن يفضحوا عيوب النظام الصحي الذي أتى به أوباما وعدم جدواه في الإصلاح الصحي، والأهم هو التركيز على تحديث وتقنين نظام الهجرة الشرعية، وكذا على إعادة الأعمال الصغيرة الأميركية المهاجرة إلى البلاد مما يخلق فرص عمل خسرها الشباب ويخفّض من نسبة البطالة. قيمة الكتاب في حقيقية الأمر قد لا يكون هناك أقدر من ديك موريس في الحديث والتحليل عن كل ما يخص هيلاري كلينتون وتوجهاتها السياسية وطموحها في السلطة؛ لأن قلة من المشتغلين بالشأن العام والسياسات الأميركية تعرف هيلاري كلينتون أفضل من ديك موريس. فخلال ما يقارب عقدين من الزمن شغل منصب المستشار الخاص على حد سواء لها ولزوجها بيل كلينتون. إنه يعرف نقاط القوة ومواطن الضعف، وحتى أعمق أسرارهما. لذلك عندما يكتب موريس مع زوجته ورفيقته في الفكر السياسي والقلم مكغان نكون على تمام اليقين أنه إنما يكتب من باب المعرفة اللصيقة لا من باب الادعاء أو الوهم، وعندما يقدم لنا الخطط اللازمة لاستعادة قوة أميركا في الانتخابات الرئاسية المقبلة فإنه قادر فعلا على تقديم السلاح الناجع لهذه المعركة بين مرشحي الحزبين.