×
محافظة المنطقة الشرقية

حفظك الله ذخراً للوطن والأمة العربية والإسلامية

صورة الخبر

تغيرت الأحوال، وتشوهت المناظر الجميلة، وتحولت الساحات التي كانت تكتظ بالزوار من مختلف أرجاء المملكة، إلى مساحات تتطاير فيها أوراق الشجر، وتحتلها النفايات. هذا هو حال سد وادي نجران الذي يعد أحد أكبر السدود على مستوى الشرق الأوسط، ماتت الحديقة العامة، واختفى المتحف النجراني الذي يضم بين جنباته كثيرا من المقتنيات القديمة من أوان منزلية وأثاث وبعض المنحوتات، وتحول الهدوء الذي كان يسوده إلى مخاوف من أن تلتقط الأسلاك المكشوفة طفلا أجبر على اللهو في جنباته، ولم يعد في هذا السد سوى صالة كبار الزوار التي تربض على أحد مرتفعاته لتحفظ ماء الوجه أمام كبار زوار المنطقة. هذا المعلم السياحي طاله الإهمال كغيره من المرافق فاشتاق لزواره بعد أن هجروه كمتنفس كان يحظى بالرعاية ويجد فيه الصغار والكبار كامل احتياجاتهم مثل دورات المياه وألعاب الأطفال والجلسات العائلية وكذلك الأكشاك الخاصة بالمأكولات. وكشفت جولة «عكاظ» التي التقت خلالها بعدد من الزوار عن أوجه الإهمال المتمثلة في تردي وضع حديقة الزوار وإغلاق المتحف وانعدام النظافة حيث تتراكم النفايات على الطريق، فضلا عن عدم وجود دورات مياه وأكشاك خاصة ببيع المأكولات مهيأة بالشكل المناسب، وغياب المجسمات الجمالية. يقول علي القحطاني إنه قدم وأسرته من خارج المنطقة للاطلاع على معالم نجران التاريخية والأثرية والسياحية بعد أن قرأ وسمع عنها، مشيرا إلى أنه ذهب برفقة أسرته إلى مدينة الأخدود الأثرية واستمع إلى شرح مفصل عن حقبتها التاريخية، إلا أنه فوجئ عند زيارته للسد بالقصور والإهمال المتمثل في عدم وجود دورات مياه مهيأة بالشكل المناسب مما اضطره واسرته إلى مغادرة المكان بعد لحظات من قدومهم. وتساءل عن سبب عدم الاهتمام بهذا المرفق السياحي الكبير الذي ملأ الدنيا بأحاديث كونه واحدا من أكبر السدود في الشرق الأوسط، متمنيا أن تتم إعادة ترتيب هذا المرفق بحدائق جميلة ومرافق مرتبة وبوفيهات صحية تتناسب ومكانته لتشكل عامل جذب للاطلاع على هذا السد العملاق. واستغرب كل من عمر مهدي ومحمد حكمي وإبراهيم المرحبي وضع السد الذي يعاني من الإهمال رغم روعة تصميمه وجمال الموقع الذي يحتله، وطالبوا الجهات المسؤولة بضرورة الالتفات للسد خاصة وأنهم سمعوا عنه قبل زيارته إلا أنهم فوجئوا بحاله الذي يدعو للشفقة، موضحين أن السد يفتقر لوجود المرافق الخدمية مثل دورات مياه مهيأة وصحية وبوفيهات وحدائق مرتبة. وطالب كل من محمد اليامي وعلي جمعان الغامدي وعبدالله الثقفي بضرورة الاهتمام بهذا المرفق السياحي، خاصة أنه من أهم المعالم السياحية ويقصده الزوار من داخل وخارج المنطقة، مشيرين إلى أنهم يترددون على السد بصفة مستمرة ومنذ سنوات طويلة. وقالوا نحن شهود على المراحل التي مر بها السد، حيث شهد اهتماما غير عادي في السنوات الأولى من افتتاحه، إلا أن الإهمال سرعان ما عبث بمرافقه منذ ثلاث سنوات تقريبا وحتى الآن، وطالبوا بضرورة تضافر الجهات ذات العلاقة والتوسع في تجميل السد من خلال إنشاء الحدائق والجلسات العائلية ليكون مزارا سياحيا ومتنفسا للعائلات والأطفال.