تشارك قطر دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي الذي يوافق الثامن والعشرين من يوليو من كل عام. ويقام الاحتفال هذه السنة تحت شعار "التهاب الكبد (سي) يمكن الشفاء منه: لتكن أدوية التهاب الكبد (سي) في متناول الجميع"، وهو الشعار الذي تبنته منظمة الصحة العالمية من خلال مكتبها الاقليمي لشرق المتوسط والذي يتماشى مع الشعار الذي تبنته المنظمة عبر مكتبها الرئيسي. وتنظم وزارة الصحة العامة بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية حملة توعوية تهدف إلى زيادة الوعي حول المرض إضافة إلى إجراء التحاليل الطبية لالتهاب الكبد من النوع (سي) في عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية. وتعتبر مكافحة التهاب الكبد من النوع (سي) من أولويات النظام الصحي في دولة قطر، على الرغم من أن معدل انتشاره منخفض جدا في الدولة حيث لا يتعدى (0.8) في المائة، وذلك نظرا للمضاعفات الوخيمة التي قد تنتج عن تأخر الكشف عن المرض، والتي تشمل سرطان الكبد وتليف وفشل الكبد مما قد يؤدي إلى الوفاة. وتتبنى دولة قطر استراتيجية محكمة للقضاء على هذا المرض في الدولة بحلول العام 2020 من خلال الجهود المشتركة لوزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية والهلال الاحمر القطري والقطاع الخاص والعديد من الشركاء المحليين والعالميين.. وترتكز هذه الاستراتيجية على رفع الوعي الصحي حول المرض والكشف المبكر عنه وتوفير العلاج الفعال للمرضى مع نظام متابعة دقيق. ووفرت دولة قطر أحدث العقاقير الطبية وأكثرها فعالية لعلاج التهاب الكبد من النوع (سي)، والمعروفة باسم "الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر" مجانا لكل المواطنين والمقيمين من خلال قسم أمراض الكبد بمؤسسة حمد الطبية. ويمثل النوع الجديد من العقاقير الطبية، والذي تم التوصل إليه في الفترة الأخيرة، تطورا هاما في الجهود العالمية للقضاء علي التهاب الكبد من النوع (سي)، حيث يمتاز عن الأدوية القديمة بأنه يعطى عن طريق الفم وآثاره الجانبية أقل ويمكن إكمال العلاج خلال مده أقصر كما إن نسبة الشفاء تصل إلى 90% من الحالات. وتوضح إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن التهاب الكبد الفيروسي يأتي في المرتبة السابعة عالميا في قائمة الأسباب المؤدية للوفاة حيث يتسبب سنويا في وفاة نحو (1.4) مليون شخص نصفهم جراء التهاب الكبد من النوع (سي) و النوع (ب). وعلى مستوى إقليم شرق المتوسط يتسبب هذان النوعان من الفيروس في وفاة أكثر من 90 ألف شخص وهو ما يفوق الوفيات الناجمة عن أمراض الايدز والسل والملاريا. ويوجد حوالي 400 مليون شخص مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي في العالم مما يجعل أي شخص عرضة للاصابة بالمرض. وتشير الاحصائيات إلى أن 95% من المصابين بالمرض لا يعلمون أنهم مصابين به لعدم وجود أعراض مرضية لذلك تنصح منظمة الصحة العالمية بإجراء الفحص المبكر عن المرض من خلال فحوصات معملية والتي تتوفر في دولة قطر لتمكين المواطنين والمقيمين من إجراء هذا الفحص وأخذ العلاج المناسب. م . م;