سرطان عنق الرحم هو القاتل الثاني للنساء بعد سرطان الثدي في العالم الثالث، في الوقت الذي يُعتبر القاتل الأول لمن لا يتجاوزن الخامسة والثلاثين من أعمارهن! ينتقل جنسياً، ويُعتقد أنّ الحمأة الراشحة الثؤلولية HPV مسؤولة عن 75% منه. ويسبق تطوّر السرطان وجود الخلايا ما قبل الخبيثة في عنق الرحم، والأخيرة قابلة للكشف المبكر قبل 25 سنة. وهي تصيب المتزوجات، أو من سبق لهن الزواج أو الاتصال الجنسي الكامل. وفي هذا الإطار، يسأل كثيرون عن دقّة مسحة الرحم في الكشف المبكر. وبدورها، "سيدتي" تسأل رئيس وحدة الخصوبة والجراحات التنظيرية في العقم والأورام بـ"كمبريدج"، ببريطانيا، والمستشار في مركز "هنوفر الطبي" بدبي، البروفسور موسى الكردي، حول الموضوع: كيف يتمّ الكشف المبكر عن سرطان الرحم؟ يُعدّ سرطان عنق الرحم من السرطانات القليلة القابلة للمنع، من خلال برامج المسح المبكر الشاملة والتطعيم ( .(HPV Vaccine إن مسحة عنق الرحم والتفتيش عن الخلايا السابقة للخبث وعن الحمأة الراشحة المسرطنة، هما حجرا الأساس في برامج الكشف المبكر في الدول المتقدمة. ماذا عن الكشوف المبكرة من خلال مسحة عنق الرحم في الدول العربية؟ تسود العشوائية تدابير فحوص مسوح الرحم. ومقارنة بالمعايير العالية، فإنّ "المسحة" قد لا تكون دقيقة. ويبدو التفسير الرئيسي لغياب برامج المسح الشامل عن البلدان العربية هو أن هناك أولويات صحيّة أكثر إلحاحاً من مسحة عنق الرحم. سيعجبك السرطان: فقدان الوزن يحدُّ من إصابتك به ماذا كانت نتيجة المسحات غير الطبيعية، في المنطقة العربية بالتحديد؟ اكتُشفت مسحات غير طبيعية عند 19 من أصل 120 امرأة (16%)، علماً بأنَّ كل المسحات غير الطبيعية كانت من درجة خفيفة جداً، باستثناء واحدة كانت بدرجة عالية، بينما أكدت 75% من الخزعات أنّ البشرة غير الطبيعية كانت من درجة عالية. في الخلاصة، إنّ "المسحات" المجراة في منطقتنا في تشخيص درجة التبدلات غير الطبيعية غير دقيقة، وبالتالي لا يجوز الاعتماد عليها وحدها، من دون تنظير عنق الرحم. هل وصلتم من خلال هذه الفحوص إلى أسباب سرطان الرحم، عند المرأة العربية تحديداً؟ 53 في المئة من النساء اللواتي خضعن لتحرّي الحمأة الراشحة الثؤلولية HPV، وجدت الحمأة عند 9 نساء حصراً (14%) منهن، مقارنة بالنسب العالمية التي تبلغ 75%. وهذا يعني أن بشرة الرحم غير الطبيعية في أغلبها، وفق هذه المراجعة، لا تترافق مع الحمأة الراشحة الثؤلولية، ما يثير جدلاً بالغ الأهمية عن أسباب ما قبل الخبث في عنق الرحم في منطقتنا. فإن لم تكن الحمأة الراشحة الثؤلولية هي المسؤولة، فما هي الأسباب المسؤولة؟ التنظير لكشف سرطان عنق الرحم إذاً، أنت تنصح بالتنظير عوضاً عن مسحة عنق الرحم؟ بالتأكيد! بمقارنة نتائج الخزعات أو التشريح المرضي بتنظير عنق الرحم المكبّر، تبيّن أن تنظير عنق الرحم (باليد الخبيرة) اكتشف البشرات غير الطبيعية عند 98% من النساء العينة. بيد أن مسحة عنق الرحم لم تكتشف سوى 19 حالة فقط (أقلّ من الربع). حقائق... - تبلغ دقّة مسحة عنق الرحم في بريطانيا والولايات المتحدة أقل من 50%، حيث يمكن أن تكون المسحة طبيعية، على الرغم من معاناة المرأة من وجود الخلايا ما قبل الخبيثة في عنق الرحم، أو من سرطان في عنق الرحم! كما يمكن لنتيجة المسحة أن تبدي خلايا غير طبيعية، ولكن بالتنظير والخزعة لا نجد أمراً غير طبيعي! - إذا شكت امرأة من عوارض أو علامات لبشرة غير طبيعية في عنق الرحم (الدم أو الحرقة بعد العلاقة الزوجية)، لا يجوز الاعتماد على نتيجة المسحة، بل يجب تحويل المرأة لتنظير عنق الرحم، لأنه يشكّل وسيلة التشخيص الوحيدة في العالم، علماً بأن مسحة عنق الرحم ليست وسيلة تشخيص مطلقاً، بل هي وسيلة للمسح الجماعي فقط، إذ لا يمكن لها أن تشخّص أو تنفي وجود البشرة غير الطبيعية أو مكانها أو حجمها أو امتداداتها أو درجتها. - إذا كانت المسحة طبيعيّة، وجاء تنظير عنق الرحم المكبر غير طبيعي، يتوجب اتباع تشخيص تنظير عنق الرحم المكبر، وإجراء خزعة حلقية من عنق الرحم بالـ"ليزر".