×
محافظة المنطقة الشرقية

تواضع ماليزيا يُغري الأخضر لانتزاع الصدارة

صورة الخبر

القول بأن العلاقات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة هي نموذج حي لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول هو قول يجنح الى الصحة، فالعلاقات بين البلدين الصديقين منذ نشوئها وحتى اليوم تعتبر أفضل انموذج لعلاقات متطورة وآخذه في النمو على مر السنوات، وهذا ما يحدث بالفعل على أرض الواقع منذ بداية تلك العلاقات في الثلاثينيات من القرن الفائت وحتى اليوم. وقد أكدت الزيارة التي قام بها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – مؤخرا لواشنطن على صحة تلك المقولة الصائبة وسلامتها، فالتعاون بين البلدين وصل الى ذروته في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، وما زال يزداد نموا وتصاعدا بمرور الوقت، وقد أكدت الزيارة على متانة تلك العلاقات وقابليتها للنمو. ولعل الأسباب الكامنة لتحول تلك العلاقات الى ذلك النموذج هي تطابق وتجانس الرؤى السياسية حيال مختلف القضايا العربية والاسلامية والدولية، وتجانس الحلول المطروحة بين البلدين لمعالجتها وحلحلتها، وقد اتضح ذلك أثناء الزيارة الأخيرة ذاتها، فثمة تقارب كبير في وجهات النظر السياسية حيال بؤر النزاع القائمة على الساحة، وثمة اتفاق كامل على درء الأخطار النووية الايرانية في المنطقة. وقد اتضح الاتفاق الكامل حيال ضرورة البحث عن قنوات استقرار منطقة الشرق الأوسط من خلال التوصل لحلول ناجعة ومنطقية لأزمة الشرق الأوسط، وتسوية القضية الفلسطينية التي تعد من أطول الأزمات السياسية في العالم، والعمل على كبح جماح التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، والسعي لإنهاء الأزمة السورية، والعمل على عودة الأمن الى العراق. الى جانب ذلك، فإن التوجهات السعودية / الأمريكية حيال ظاهرة الارهاب متطابقة تماما، فالمملكة والولايات المتحدة تعملان معا منذ فترة غير قصيرة على مكافحة ظاهرة الارهاب، وتقليم أظافر الارهابيين أينما وجدوا، وقد ذاق البلدان صنوفا وألوانا من أشكال تلك الظاهرة الخطيرة التي ما زالت تهدد أمن شعوب العالم وسلامتها وسيادة أراضيها، وما زال البلدان يعملان بمثابرة على مكافحة تلك الظاهرة واحتوائها. وقد تبين من الزيارة الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين الى واشنطن الرغبة الكامنة لدى القيادتين السعودية والأمريكية لتجذير وتعميق الدراسات المتعلقة بتطوير الأنظمة الاستثمارية بين البلدين الصديقين، وتسهيل أعمال الشركات الأمريكية بالمملكة، بما يؤكد على امكانية رسم مستقبل مشرق لأوجه الاستثمارات التي تصب في روافد مصلحة الشعبين وتعميق سبل التعاون في المجالات الاستثمارية المتعددة. ويبدو واضحا من خلال مباحثات خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأمريكي والبيان الختامي للزيارة أن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين سوف تنمو بسرعة فائقة خلال السنوات القليلة القادمة، وسوف تكون لها نتائج ايجابية ومرجوة لصالح الشعبين، وهذا ما يبدو واضحا من خلال ما اتفق عليه في الزيارة من تعاونيات متعددة في كافة المجالات التعاونية، لا سيما الاقتصادية والتجارية منها. ومن ثمرات الزيارة الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين لواشنطن تلك التي ركزت على أهمية ترسيخ عوامل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهو ترسيخ يقضي بحلحلة سائر القضايا الطاحنة التي تدور في هذه المنطقة الحيوية من العالم، سواء ما تعلق منها بأزمة فلسطين أو الأزمة السورية أو الأزمة العراقية، أو ما يحدث من اضطرابات في ليبيا، أو ما يتعلق بالحرب اليمنية الحالية. لقد كان الاتفاق واضحا بين الجانبين السعودي والأمريكي فيما يتعلق بالحرب اليمنية، وهو اتفاق يقضي بإنهاء الصراع الدائر على أرض اليمن بعودة الشرعية اليه، ووقف كافة أشكال الارهاب التي ما زالت تمارس من قبل الميليشيات الحوثية وقوات صالح، وكذلك وقف التدخلات الايرانية في الشأن اليمني، ولن يهدأ الحال في هذا البلد المنكوب إلا بعودة شرعيته إليه، ووقف العنف الذي تمارسه تلك الميليشيات والقوات، ووقف التدخل الايراني في شؤونه.