يبدو أن عقارب ساعة الجامعات أو أن الزمن بدأ يعود بنا إلى الخلف , إلى ما قبل 2003م عندما كانت الجامعات أكبر المشكلات من حيث القبول و التصنيف العالمي , قبل أن يتدخل الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله بحزمة من الحلول ويحدث بالتعليم الجامعي قفزة كبيرة , حيث عالج معظم مشكلات التعليم العالي. بدأت الجامعات وتحت غطاء: الجامعات البحثية , ومعيارية ال (30) ألف طالب , والتحجج بجودة الجودة , والفراغ الذي أحدثه دمج التعليم وتغييب وزارة التعليم العالي وجعلها وكالة ملحقة بوزارة التعليم , وشبه تعطيل لنظام الجامعات بعد إلغاء مجلس التعليم العالي والعودة إلى العمل به مؤقتا , فقد بدأت الجامعات في التحلل من التزامها بقبول الخريجين من الثانوية العامة الذين تجاوز تعدادهم (400) ألف سنويا تخرجهم الثانويات, يضاف لهم طلاب الأعوام السابقة وطلاب التعليم الموازي والانتساب, حيث انخفض قبول الطلاب الذي كان يتجاوز في بعض الجامعات سنويا (25) ألف طالب منتظم دون التعليم الموازي , وأصبح القبول في جامعات كبرى تتحصل من الدولة على ميزانية بالمليارات ليصل قبولها إلى أقل من (5000) طالب وطالبة تتساوى مع الجامعات الناشئة التي ميزانيتها لا تصل إلى المليار الواحد أرقامها بالملايين وربما تفوق بالقبول جامعات المليارات. ربط بعض مديري الجامعات القبول بالمبلغ الذي ستخصصه إدارة الجامعة للمكافآت الطلابية , أي أن مدير الجامعة خفض أعداد القبول للتوفير من بند مكافآت الطلاب الشهرية , وبالمقابل تعزيز بنود أخرى , فالميزانية قد تكون كماهي وإنما الحلول كانت على (حساب) المكافآت الطلابية , وهذا منعطف آخر على ماكنا نفتخر به مثل بعض الدول مجانية التعليم الجامعي - الجامعات الحكومية - والمنح الجامعية المكفولة من الدولة حتى في الجامعات الأهلية , وأيضا صرف مكافآت للطلاب أثناء الدراسة غير مستردة. مديرو الجامعات يعيدون الجامعات إلى زمن اعتقدنا أن مشكلاتها تكمن في محدودية الجامعات - 7 جامعات - قبل أن تتغير خريطة الجامعات وانتشارها وتصل إلى (28) جامعة حكومية , و(10) جامعات أهلية , وعشرات الكليات الأهلية , والآن تواجه شريحة واسعة من الطلاب أنهم خارج أسوار الجامعة وخارج خطط القبول , والبعض رغم تفوقهم العلمي ودرجات التحصيلي والقدرات وضعوا في تخصصت أقل من طموحهم ومن تأهيلهم العلمي.