يطل من المشهد السياسي في جنوب السودان تعبان دينغ غاي، وهو وزير التعدين السابق الذي تم تعيينه أخيراً لشغل منصب نائب الرئيس الأول للجمهورية، ليحل محل رياك مشار، الذي فر من العاصمة جوبا بعد معارك عنيفة في بداية شهر يوليو، الأمر الذي أثار انتقادات مفوضية مراقبة اتفاق السلام في البلاد، التي أعلنت تمسكها برياك مشار بصفته نائباً أول لرئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت. وأول ما يلفت النظر في أوراق سيرة تعبان دينغ غاي أنه كان موظفاً في شركة شيفرون للنفط، وذلك قبل انضمامه لـ جيش التحرير الشعبي في ثمانينات القرن الماضي، فضلاً عن تسلمه مسؤولية توزيع إمدادات الإغاثة في عدد من الولايات الواقعة في أعالي نهر النيل خلال الحرب الأهلية. كما كان أحد القادة الذين شاركوا في انشقاق مجموعة الناصر عام 1991، بقيادة رياك مشار.بعدها، عاد غاي للانضمام للجيش الشعبي السوداني، وذلك قبل اتفاق السلام الشامل عام 2005، الذي أدى لصعود الحركة الشعبية للسلطة في جنوب السودان، مما أسهم في انفصال الجنوب عن السودان في عام 2011. وذكرت صحيفة سودان تريبيون أنه خلال عام 2010، تم الإبقاء على تعبان دينغ غاي حاكماً لولاية الوحدة الغنية بالنفط، وذلك في انتخابات مثيرة للجدل ضد زوجة رياك مشار، أنجلينا تيني، التي ترشحت بشكل مستقل. لتتمثل النتيجة بنحو 137662 صوت لصالح دينغ مقابل 63561 صوت لصالح تيني. وفي شهر فبراير من عام 2013، جرى سحب رتبة دينغ العسكرية كجزء من الإصلاح لجيش جنوب السودان (الجيش الشعبي). وفي 7 يوليو 2013، تم إعفاؤه من منصبه كحاكم لولاية الوحدة، وذلك من قبل الرئيس سلفا كير، ووقتها لم يتم تقديم أي سبب رسمي لتلك الخطوة. صراعات وحالياً، تتجه الأنظار لتعبان دينغ غاي، بكونه النائب الأول لرئيس جنوب السودان منذ 23 يوليو، وبصفته شخصية جنوبية مثيرة للجدل، اشتهرت بالصراعات المختلفة في إطار الخلافات الجنوبية، ويقال عن الرجل إنه لا يحظى بالقبول في أوساط قبيلة النوير لعدة أسباب، منها أنه من أصول شمالية، ولكن يحتفظ به سلفا كير كورق لمواجهة رياك مشار، عندما تستدعي الظروف. يذكر أن دينغ غاي شخص قوي، وسياسي بارع بكاريزما قيادية، فقد كان من أكثر الناشطين في الحركة الشعبية، ويحظى بعدد لا يستهان به من الأصدقاء في الداخل والخارج، وعلاقاته واسعة جداً، كما أنه شخص عملي وينجز أعماله أولاً بأول، ويحترم خصومه، ولا يستهين بهم أبداً، وذلك بعض من أسباب نجاحاته.