أعلنت وزارة الثقافة الموريتانية تدشين قرية ثقافية تضم 18 جناحاً بالتزامن مع تنظيم القمة العربية، وقدوم الوفود العربية المشاركة في فعاليات القمة، ومئات الإعلاميين الدوليين الذين جاؤوا خصيصاً لتغطية الحدث الذي تستضيفه موريتانيا لأول مرة في تاريخها. إبراز التنوع الثقافي للبلد اعتبر سيد المختار ولد أتلاميد، رئيس مصلحة الجرد والرقابة القانونية بمديرية التراث الثقافي بموريتانيا، أن تدشين القرية الثقافية يأتي بهدف "إبراز التنوع الثقافي للبلد، ونثر كافة المنوعات الثقافية أمام الضيوف بالتعرف على ما تزخر به الثقافة المحلية من مخطوطات، ومحتويات أثرية، وصناعة تقليدية". وقال في تصريح خاص لـ"هافينغتون بوست عربي" إن القرية يوجد بها نحو 18 جناحاً، وكل جناح يمتاز بعرض نوعية معنية من التراث الموريتاني"، مشيراً إلى أن التراث المحلي الموريتاني يمتاز عن غيره بالتنوع والثراء. وأوضح أن القرية تتنوع في أجنحتها لتعبر عن ثقافة موريتانيا، فهناك جناح للمواقع الأثرية، وآخر للأطعمة وثالث للألعاب التقليدية، وغيرها. وأشار ولد أتلاميد إلى أن جناح المواقع الأثرية بالقرية يحوي مواقع مصنفة على لائحة التراث العالمي، ومن بين المعروضات في الأجنحة مخطوطات مهمة، وكتب قيمة لمؤلفين كبار في موريتانيا، إضافة إلى صناعات تقليدية ذاع صيتها خارج البلد. من الفن إلى محاربة الاستعمار وأوضح أن الفن التشكيلي حاضر بقوة وله جناح خاص في القرية الثقافية، معتبراً أن إبداعات الفنانين التشكيليين في البلد نالت إعجاب كافة زوار القرية من الضيوف الأجانب والموريتانيين على حد سواء. وأشار ولد أتلاميد إلى أن أجنحة القرية تشمل المخطوطات النادرة، ونفائس الكتب، وكنوز الآثار، والفن التشكيلي، والطوابع البريدية النادرة، وأرشيف العملات المستخدمة عبر تاريخ البلاد، والأسلحة التقليدية التي كانت تستخدم لمحاربة الاستعمار الفرنسي. وقال الكولونيل في القوات المسلحة، أحمد ولد لكبيد، إن جناح المتحف العسكري الموريتاني يهدف بالأساس إلى إعطاء لمحة تاريخية عن المقاتل الموريتاني في الماضي عن طريق عرض مقاتلين من دولة المرابطين، ومملكة غانا اللتين لهما جذور تاريخية في البلد. واعتبر في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي" أن المعرض يعطي أيضاً وجهاً آخر من أوجه المقاومة الوطنية، من خلال التذكير لمعركة أم التونسي التاريخية ضد المستعمر الفرنسي سنة 1932، مؤكداً أن العديد من القادة العرب وضيوف القمة والإعلاميين الدوليين زاروا الجناح العسكري في القرية الثقافية. سهرات فنية ومحاضرات ثقافية ونظم المشرفون على القرية الثقافية بموريتانيا العديد من السهرات الفنية، التي أنعشها لفيف من الفنانين والشعراء، إضافة إلى محاضرات ثقافية وعملية تتعرض لتاريخ المدارس القرآنية الموريتانية، وتشرح ما تم عرضه في أجنحة القرية الثقافية للضيوف.