قالت الخارجية الروسية إن واشنطن لم تعد تطالب بتنحي رئيس النظام السوري بشار الأسد على الفور عن منصبه، على اعتبار أن ذلك سيهدد بتكرار السيناريو العراقي والليبي في سوريا، مطالبة باستئناف المحادثات السورية وإشراك الأكراد فيها. وجاءت هذه التصريحات على لسان ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ألكسي بورودافكين، حيث قال ردا على سؤال أحد الصحفيين إنه وفق المعلومات المتوفرة لدى الجانب الروسي فإن موقف واشنطن الآن ينص على أنه لا يوجد مستقبل سياسي للأسد بسوريا، لكنهم باتوا لا يطالبون بتنحيه عن منصبه على الفور، حيث قاموا بتعديل موقفهم في هذا الشأن، وفق تعبيره. وقال بورودافكين إن شركاء روسيا الغربيين لم يعودوا يقاسمون المعارضة السورية بالرياض -في إشارة للهيئة العليا للمفاوضات- موقفها حول ضرورة تنحي الأسد "حيث أثبت عدم فعاليته" وإنهم باتوا يدركون أن تنحي الأسد يهدد بتكرار السيناريو العراقي والليبي في سوريا. من جهة أخرى، أعلن الدبلوماسي الروسي بورودافكين أن بلاده تصر على عقد جولة من المحادثات السورية بأقرب وقت ممكن، على أن تكون مباشرة بين النظام والمعارضة، وشدد على ضرورة إشراك الأكراد فيها. وقبل نحو شهر، قال المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي جوش إرنست إن توجيه ضربة عسكريةإلى نظام الأسد لحمله على القبول بحل سياسي لـالأزمة السورية سيؤدي إلى انزلاق أميركا نحو حرب مفتوحة مع "دولة ذات سيادة تتلقى الدعم من إيران وروسيا". وجاء ذلك بعد أن التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري عشرة دبلوماسيين أميركيين من أصل 51 كانوا وجهوا الشهر الماضي مذكرة تنتقد طريقة تعامل إدارة الرئيس باراك أوباما وسياستها بالملف السوري، وتدعو لتوجيه ضربات عسكرية ضد نظام الأسد لإجباره على التفاوض للتوصل إلى سلام.