بحث أقارب بعض القتلى الذين سقطوا في هجوم انتحاري في كابول، وسط كومة أمتعة مخضبة بالدماء تركت بعد الانفجارين، فيما أقيمت الجنازات للضحايا أمس، وسط حال من الغضب المتنامي تجاه الزعماء السياسيين. وقال سيد محمد وهو واقف بين جمع من الناس: «هذا حذاء ابن عمي»، فيما كان يبحث عن شيء يمكنه التعرف إليه وسط الأمتعة التي وضعتها السلطات فوق علم لأفغانستان في منطقة داشته بارتشي في كابول حيث ستقام الجنازات. وكان ابن عم سيد واحداً من أربعة أقارب له فقدهم السبت، عندما فجر انتحاريان نفسيهما مستهدفين تظاهرة لأعضاء من أقلية الهزارة الشيعية، كانوا يحتجون على مسار مقترح لخط للكهرباء. وأضاف سيد: «جثمانه في مستشفى. كان العائل الوحيد لأسرته. أبحث هنا ربما أجد شيئاً آخر يخص بعض أقاربي». وأعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني يوم حداد وطنياً، بعد الهجوم الذي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه. وقتل 80 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 230 شخصاً في الهجوم الذي يعد أحد أعنف التفجيرات منذ سقوط حكم حركة «طالبان» عام 2001. وأثار الهجوم الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه «جريمة حرب» شعوراً بالصدمة في مختلف أرجاء العالم وتوالت الإدانات وعرضت دول منها روسيا والولايات المتحدة المساعدة. لكن بالنسبة إلى البعض، كان هناك شعور بالغضب تجاه الحكومة والزعماء السياسيين للهزارة الذين يرى البعض أنهم استغلوا المظالم التي تعاني منها أقلية الهزارة من تمييز طويل الأمد ضد أفرادها لتدعيم قواعد نفوذهم السياسي. وقال غلام عباس أحد أفراد الهزارة: «لقد باعونا ولن ننسى لهم ذلك». وأضاف: «بنوا ناطحات سحاب لأنفسهم ولأسرهم من دمائنا». ويتحدث أبناء الهزارة الفارسية وغالبيتهم من الشيعة ويشكلون نحو تسعة في المئة من سكان أفغانستان وأيدوا حكومة غني التي تضم بعضاً من كبار زعمائهم، لكنّ الكثيرين الآن يشكون من أن تأييدهم لها لم يحقق نتيجة.