من المآخذ الكبيرة على رياضتنا السعودية منذ عقود من الزمن هي عدم (الشفافية)، وهذا ما جعل (البيئة) في الوسط الرياضي خصبة لتفاقم وتغلغل وترابط وتشابك أي مشكلة فيها دون أن تستطيع أن تعرف بدايتها من نهايتها!!، ومعها لن يستطيع المتابع استشعارها أو رصدها في بدايتها، وإن صادفنا الحظ باختلاف (اللصوص) !!!، قد تطل برأسها على الوسط الرياضي بعد أن نضجت وتبلورت فوصلت لمرحلة (الفساد) فتكتشف، وهنا ينطبق عليها المثل( بعد خراب مالطه)!!!، والحقيقة دون مواربة أو تردد إن أكثر ما يجعل هذه البيئة جاذبة لأصحاب النفوس الضعيفة، أمران لا ثالث لهما، أولا: إما أن هناك غيابا أو قصورا في الأنظمة والقوانين المشرعة، وأيضا الإجراءات الصارمة المانعة لمواجهة هذه الآفة !! ثانيا: إن كانت هذه الأنظمة موجودة على الورق، يكون هناك عدم جدّية في تطبيقها تحت تأثير إما الميول أو الواسطة !!، وما جعلني أضمن ثانيا كأحد الأسباب، هو ما أجده في الوسط الرياضي من أمثلة وقضايا كثيرة تشوه روح النزاهة والتنافس فيه، ومع ذلك تمر عليه مرور الكرام فلا نجد فيه أي تحرك للردع!!، فالرياضة الآن ياسادة ليست مجرد لعبة، فقد ارتبطت الآن مع دخول عالم الاحتراف بمرحلة جديدة من الاستثمارات والتسويق والمدخولات، فهناك عقود تبرم وهناك صفقات تُعقد، ومرفقات تبنى وأحداث رياضية تستضاف بميزانيات كبيرة!!!، فالفساد الكبير الذي أُسدل الستار عنه في الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا ليس عنا ببعيد!!، .. والسؤال الأهم الآن: هل ماتم كشفه في قضية نادي المجزل هو كل الفساد في التنافس الرياضي لدينا وفي رياضتنا عموما؟ .. أم هو الجزء الصغير الذي أطّل برأسه علينا مثله مثل الجبل الكبير الذي لا نشاهد منه إلا الجزء الصغير والذي يظهر لنا؟!!! .. فالفساد متشعب ومتعدد الأوجه. ختاما: تم كشف التلاعب.. ثم ماذا؟ .. المسؤولية الملقاة وهو أهل للثقة على عاتق رئيس الهيئة العامة للرياضة ومن معه من المسؤولين كبيرة هو ما نراهن عليه، وذلك في تتبع ووضع ومراجعة جميع الأنظمة والقوانين والإجراءات والآليات الكفيلة بوأد الفساد في مكانه قبل أن يستشري وينخر في جسد رياضتنا السعودية، فكما أسلفت (فالفساد) متعدد الأوجه، ليس لعبة ونتيجة مباراة في لعبة!!!.