×
محافظة المنطقة الشرقية

بلدي العاصمة المقدسة يناقش الأضرار الصحية لمصانع الطوب والكسارات

صورة الخبر

يقول عباس محمود العقاد في ترجمته لسيرة سعد زغلول إن الأقاويل تضاربت حول جذور زعيم الأمة، فمن قائل إنه من البدو، ومن قائل إنه من أصول تركية، وذهبت «التايمز» البريطانية إلى القول إن فيه ملامح تدل على أصول مغولية.. فيما قال كثيرون إن أهله جاءوا من المغرب. أما سعد نفسه، فكان يحلو له القول إنه فلاح مصري. يعلق العقاد على الجدل بالقول: ماذا يهم من أين أتى إن كان كل ما فيه يؤهله لزعامة مصر؟! يحاول كثيرون الآن تقديم المشير عبد الفتاح السيسي على أنه صورة جمال عبد الناصر.. لكننا - نحن ومصر - في عام 2014 لا في عام 1952.. لا قناة مؤمَّمة، ولا أراضي محتلة، ولا باشاوات، ولا «امتيازات» للأجانب، ولا اشتراكية متقشفة.. بل بورصة تحقق الأرباح للرأسماليين. لا تزال مصر كما هي في روحها، لكن سكّانها تضاعفوا عشر مرات، وأجيالها تضاعفت مرتين، وصار الكلام عن الاستعمار ذكرى إذاعية من الماضي.. وكانت القاهرة متداخلة في كل العالم العربي ومعظم أفريقيا، ومتحالفة مع الاتحاد السوفياتي، ومتنازعة مع أميركا، وكانت مصر جزءا أساسيا من الحرب الباردة، وعلى خلاف مع أوروبا الغربية، وتعاضد مع أوروبا الشرقية. كان ذلك عالما لا علاقة له بعالم اليوم ولا بمصر اليوم.. اختلفت الركائز والتحديات.. كانت مصر تحتضن غزة، واليوم تخاف حكّامها، وكان همّها تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، واليوم هاجسها تحريرها من الإرهاب وخطر التفكيك والتفتيت. التاريخ حركة دائمة وإلا لكُنّا اليوم نؤدي التحية لقيصر روما، وننتظر عودة امرئ القيس - سالما - من عند ملك الروم.. لكن التاريخ لا يتناسخ، ولا نستطيع البحث عن سعد آخر، أو عن مصطفى النحاس، أو عن عبد الناصر. المطلوب - كما قال العقاد - رجل فيه صفات الزعامة اليوم وأفق الزعامة، خصوصا، تواضع الزعامة. أصر سعد زغلول على أنه مجرد فلاح آخر فيما كانت كل مصر تبايعه.. كان يخطب في الناس مثل كبار الخطباء، ثم يتذكر مصريته، فيلقي نكتة هنا، وملحة هناك، فيضحك معه الناس. كانت نسبة المقترعين على الدستور المصري 38 في المائة فقط، أي لا تزوير ولا تفشير. وما دام الاقتراع نزيها وحرا، فهو خيار مصر.. لكننا نأمل هذه المرة ألا يكون التفويض حائرا وشحيحا. وإذا كان المشير السيسي هو قرار مصر، فالأفضل أن يكون ذلك واضحا وحاسما. لقد طالت المرحلة الانتقالية أكثر مما يُحتمل.. 90 مليون مصري في انتظار مستقبل أفضل.