ان المشكلة الرئيسية التي يواجهها مستقبل طب الأعشاب تكمن فيما إذا كانت النباتات الطبية والمعروفة المأثورة التي ترشد الى استعمالها سوف تقيم وفقاً لما هي عليه ، أي كمصدر هائل للأدوية المأمونة والاقتصادية والمتوازنة إيكولوجياً، أو إذا ماكانت ستصبح من نواحي الحياه الأخرى التي تستغل من أجل تحقيق الربح السريع. ومن المشاكل الآخرى إقناع المتشككين في العالم الطبي بأن طب الأعشاب ليس مجرد بديل رديء للطب التقليدي، وإنما شكل قيم من أشكال العلاجات القائمة بنفسها، ففي التجارب التي أجريت لمعرفة فعالية بعض الأعشاب الصينية على مرضى مصابين بالربو في المستشفى المجاني الملكي بلندن في اوائل التسعينات، دهش الاختصاصيون التقليديون، عندما أدت إضافة عشبة الى صيغة صينية تضم أعشابا أخرى، الى حصول تحسن مذهل عند مريض لم يكن يستجيب سابقاً للعلاج . تقدم هذه القصة دليلاً على المهارة والفن اللذين تنطوي عليهما ممارسة طب الأعشاب. فبصياغة العلاج وفقاً للاحتياجات الفردية للمريض وعلاج السبب الذي يرتكز عليه المرض. حدثت تحسينات رئيسية. إن هذه المقاربة بعيدة كل البعد عن الرؤية الطبية القياسية التي تستخدم دواء واحدا لعلاج مرض واحد. يوجد في الهند والصين مقررات تعليمية جامعية في طب الأعشاب منذ عقود من الزمن. وهذه العملية في الغرب أبطأ تحاكي التطورات الواسعة النطاق في الصين، وتؤشر على مستقبل يمكن أن يكون بوسع المرضى فيه الاختيار بين المقاربتين التقليدية والعشبية، عند التفكير في العلاج الطبي الذي يلائمهم على أفضل وجه.