شهد مؤتمر طب وجراحة القلب في يومه الثالث توقيع اتفاقيتين لجمعية القلب السعودية مع نظيرتيها الإيطالية والأوروبية خاصة بدعامات القلب, سميت بدعامات مدى الحياة, وتقضي الاتفاقيات بوضع معايير لجودة وصناعة الدعامات لضمان استمرار سلامتها مدى الحياة, إلى جانب اتفاقية مستمرة مع الجمعية الكندية لتبادل المعلومات بتقديم العناية الطبية للمتعرضين للأزمات القلبية. وشهد المؤتمر تكريم سيدة من بين سبعة متقدمين في جائزة البروفيسور محمد بن راشد الفقيه, وهي الدكتورة ميرنا العطية استشارية قلب أطفال وقلب أجنة في مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب, التي قالت إنها أجرت أول عملية في السعودية لتوسيع صمام لجنين بداخل رحم الأم, ورغم أن العملية لم تستغرق إلا 7 دقائق، إلا أن البحث عليها استمر سنوات، واعتبرت أن جوائز البحث العلمي تشجع العاملين في المجال الطبي على البحث وإيجاد طرق مبتكرة بالعلاج، خاصة أن تشخيص مرض الأطفال، وهم أجنة يعطي نتائج أفضل جراحيا من الأطفال الذين لم يتم تشخيصهم. وأكد لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد الرحمن بن معمر وكيل جامعة الملك سعود للتخصصات الصحية، خلال افتتاحه مؤتمر طب وجراحة القلب أمس الأول، أن الكليات الصحية تتعاون مع جمعية مرضى القلب والمسؤولين في وزارة الصحة لتنفيذ خطة للوصول للمرضى قبيل احتياجهم للتدخل الجراحي, حيث إن المشكلة الآن هي التأخر في اكتشاف المرض، لأن المرضى يأتون للعلاج وهم في مراحل متقدمة من المرض التي تستوجب التدخل الجراحي العاجل, إلى جانب زيادة التوعية وتثقيف المجتمع لرفع مستوى التبرع بالأعضاء والقلب، حيث ما زال عدد المتبرعين أدنى من المطلوب. ونوه أن مركز الملك فهد لطب وجراحة القلب المقرر إنشاؤه في المدينة الجامعية الجديدة لجامعة الملك سعود يحتوي على 160 سريرا, يتميز بتخصيص مساحات واسعة لتكون معامل ومراكز أبحاث, فنحن لا نريد أن نقدم علاجا فقط، بل استحداث نقلة نوعية يستفاد منها داخل وخارج السعودية, حيث حرصت الجامعة على مراعاة النواحي الأكاديمية والبحثية والاستثمار بالعلماء لبحث العلوم الأساسية في مجال جراحة القلب. وقال معمر إن محدودية المقاعد ما زالت تمثل عائقا أمام دخول الفتيات لكليات الطب برغم أن الرغبة موجودة وبكثرة لدى الفتيات للالتحاق بالكليات الصحية. من جهته، أكد دكتور هاني نجم رئيس قسم جراحة القلب في الحرس الوطني ونائب رئيس جمعية القلب السعودية إن السعودية حققت نجاحا باهرا في علاج أمراض القلب المتقدمة، وإن المشكلة هي في العناية الأولية بمرضى القلب وعلاج عوامل الخطورة, قائلا إن نسبة نجاح عمليات القلب تصل إلى 99 في المائة في مراكز الملك عبد العزيز لجراحة القلب وتختلف من مركز إلى آخر. ولفت النظر إلى مشكلة ترتبط بافتتاح مراكز لعلاج القلب فهي لا تراعي الكثافة السكانية ولا نسبة المرض وتفتح في المدن الكبرى، بينما نحن نحتاج لمراكز في كل المدن, مشددا على أهمية المؤتمرات العلمية بتجديد وتحديث المعلومات، حيث يبحث المؤتمر زراعة الصمامات بدون جراحة وتداخلات الصمام الأورطي وزراعته بطريق الشريان.