دعا زعيم حركة «النهضة» الإسلامية التونسية راشد الغنوشي الى الإسراع في إنهاء مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في البلاد بعد تحديد جلسة لتجديد الثقة بحكومة الحبيب الصيد، فيما ثمّن الرئيس الباجي قائد السبسي وقوف الولايات المتحدة الى جانب بلاده في مكافحة الإرهاب. وقال الغنوشي في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، إن «على الأحزاب والمنظمات الاجتماعية الإسراع في المشاورات في شأن تركيبة حكومة الوحدة وتنفيذ مبادرة الرئيس وذلك لضمان بعث نفَس جديد في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد». واعتبر الغنوشي أن «حكومة الصيد هي حكومة تصريف أعمال منذ انطلاق مبادرة الرئيس السبسي» باعتبار أن الأحزاب والمنظمات اتفقت على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولمح زعيم الحزب الأول في البرلمان التونسي إلى عدم رضاه عن توجه رئيس الوزراء إلى البرلمان لتجديد الثقة بحكومته، وقال: «هذا خيار شخصي اتخذه الحبيب الصيد حال المشاورات السياسية حول الحكومة الجديدة، التي طالت». وكان رئيس البرلمان محمد الناصر دعا إلى جلسة في 30 تموز (يوليو) الجاري للتصويت على الثقة، وذلك بناءً على طلب الصيد وفق الفصل 98 من الدستور. ويُتوقع أن تصوّت الغالبية البرلمانية (أحزاب التحالف الحكومي) ضد مواصلة الحكومة نشاطها باعتبارها منخرطة في مشاورات تشكيل حكومة الوحدة، بخاصة بعد دعوات كتلتي «النهضة» و «نداء تونس» إلى تغيير الصيد. وبالتالي بات صعباً على الصيد أن يحصل على غالبية النصف زائداً واحداً (109 نواب) بسبب امتلاك التحالف الرباعي غالبية برلمانية تناهز ثلثي عدد المقاعد. في سياق متصل، اعتبر نائب وزير الخارجية الأميركي تونس بلينكن أن «تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في تونس أمر يهم الشعب التونسي»، وذلك إثر لقائه السبسي حيث ناقش معه سبل دعم العلاقات التونسية - الأميركية والتطورات في المنطقة. وجدد بلينكن وفق بيان رئاسي تونسي «الاهتمام المتواصل للجانب الأميركي بالتجربة الديموقراطية التونسية واستعداد بلاده لتوفير مزيد الدعم لتمكين تونس من مجابهة الصعوبات الحالية وإنجاز البرامج والإصلاحات التي من شأنها دفع عجلة الاقتصاد والتنمية والاستثمار الخارجي». وثمّن السبسي من جهته، وقوف السلطات الأميركية إلى جانب بلاده لاستكمال وترسيخ مسار بنائها الديموقراطي ورفع التحديات، لا سيما في مجال محاربة الإرهاب.