تستعد حركتا حماس وفتح لخوض سباق الانتخابات المحلية الفلسطينية من جديد، وذلك بعد سنوات على مرور آخر انتخابات جرت عام 2012، والتي قاطعتها الحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، لأسباب تتعلق بحرية الانتخاب لعناصرها في الضفة الغربية، والاعتقالات التي شنت ضدهم حينها من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة. ودعت حركة حماس في بيان لها مساء أمس السبت، كل الفلسطينيين إلى المسارعة في التسجيل بالسجل الانتخابي للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المزمع إجراؤها في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وبدأت عملية التسجيل في السجل الانتخابي صباح أمس، حيث ستنتهي مساء السابع والعشرين من الشهر الحالي في مراكز التسجيل، بينما ستبقى حتى تاريخ 12 أغسطس (آب) المقبل إلكترونيًا. وأكد حسام بدران، الناطق باسم حماس، في تصريح صحافي له على ضرورة إقدام الفلسطينيين على التسجيل من أجل ضمان المشاركة الفعلية في الانتخابات المحلية، داعيًا إياهم إلى متابعة الجهات المختصة بالانتخابات من أجل ضمان التسجيل السليم في السجل الانتخابي، أو تعديل البيانات لمن يحتاج ذلك من المواطنين، حيث نشرت لجنة الانتخابات المركزية كل المعلومات المتعلقة بما يحتاجه المواطن لعملية التسجيل. وشدد بدران على أن المشاركة في الانتخابات المقبلة هو حق مشروع لكل مواطن وواجب عليه، حيث سيختار الشعب الفلسطيني الأقدر على تمثيله وخدمته وتلبية احتياجاته عبر البلديات والمجالس المحلية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وتأتي دعوة بدران في بيان رسمي للحركة، بعد يوم واحد فقط من دعوات أطلقها مساء الجمعة كل من خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، وموسى أبو مرزوق الذي يعمل نائبًا له، وذلك خلال خطابات جماهيرية لهم في غزة ولبنان على ضرورة المشاركة، واعتبارها مقدمةً لإنهاء الانقسام، والاستعداد لانتخابات مقبلة. وقال مشعل في خطابه: «نحن على أبواب انتخابات بلدية محلية، وقد أعلنا أننا سندخلها، وربما كان البعض يريد اختبارنا، لكن حماس تؤمن بالانتخابات والديمقراطية وبالاحتكام لإرادة الشعب الفلسطيني عبر صناديق الاقتراع، وتحترم نتائج ذلك ولا تخشى أبدًا ذلك». ودعا مشعل إلى ترتيب البيت الفلسطيني وتجديد بناء المؤسسات الفلسطينية، بما فيها البلديات، مشددًا القول على ضرورة الشراكة والانفتاح على كل مكونات المجتمع الفلسطيني. من جانبه، أكد أبو مرزوق على ضرورة إنهاء الانقسام، وإجراء انتخابات عامة في الأراضي الفلسطينية، مبديًا تأييد وترحيب حركته بإجراء الانتخابات البلدية، والاستعداد للانتخابات العامة. مضيفا أن «الشعب الفلسطيني هو من يختار، ومن يحكم، ومن يدير شؤونه، ولذلك لا بد من إنهاء الانقسام من أجل إنجاح الانتخابات العامة، ممثلةً بالرئاسية والتشريعية»، وأضاف موضحًا: «سنصر على الانتخابات لأنها تحدد التوازنات ومنها نقدم نموذجًا من الديمقراطية الفلسطينية الجديدة»، مشددًا على ضرورة إنجاح المصالحة وإنهاء الانقسام والمشاركة في العمل الوطني. وقالت مصادر من حماس لـ«الشرق الأوسط»، إن الحركة ستضع ثقلها في الانتخابات المقبلة، خاصة في الضفة الغربية لتحقيق نجاح كبير على حساب حركة فتح، مبينةً أنها ستدعم في غزة والضفة قوائم من شخصيات مهنية تحددها لكي تستطيع خدمة الفلسطينيين، وأنها لن تهتم بانتمائهم لحماس بقدر التزامهم بالمهنية لكي يستحقوا حصد أصوات المنتخبين. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن حماس تجري اتصالات مع قياداتها وقواعدها في الضفة الغربية للتجهيز للانتخابات بقوة، موضحة أن هناك تجهيزات يتم الاستعداد لها من أجل تحقيق انتصار كبير على حركة فتح. وفي هذا السياق قال عبد الله أبو سمهدانة، عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح بغزة، إن حركته ستحصد العدد الأكبر من المقاعد في تلك الانتخابات، نظرًا لما تمثله من قاعدة عريضة في الشارع الفلسطيني، حسبما قال. ونفى القيادي الفتحاوي وجود أي خلافات داخل الحركة بشأن الانتخابات، مبينا أن كوادر وعناصر الحركة سيشاركون في تلك الانتخابات دون أي مقاطعة، وأنه لا تأثير للخلافات الداخلية في الأمور الخارجية التي تتعلق بمصير الحركة، وأضاف موضحا أن حركة فتح «تعلمت من الدروس، واستخلصت العبر من الكبوات التي عاشتها على مدار السنوات الأخيرة التي مضت، وأدت إلى تراجعها في انتخابات المجلس التشريعي والبلديات، وهو ما سيجد صداها في هذه الانتخابات، والتي ستكون بمثابة الصورة المصغرة للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة».