×
محافظة المنطقة الشرقية

تبادلات الطلبات الإسكانية... سوق نشيط ومبالغ خيالية

صورة الخبر

لا يختلف اثنان على أن التحدي الحالي والقادم للمجتمعات يتمثل في الفضاء الإلكتروني، ومحتوى وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت اليوم مسرحاً للإشاعات، ومصدر أذى للناس في تناقل الأخبار والرسائل دون أدنى مسؤولية، فيما يتعلق بالمصداقية والتأكد من المضمون وتشكيل ما يشبه الفلتر الذي يصد الرسائل غير ذات الجدوى، والتي تعد مضيعة للوقت لا نفع منها وهو الأمر الذي يؤدي لخسارة الوقت والمال، ليس للنفس فقط بل للغير ممن تصلهم تلك التفاهات. ممارسات كثيرة ابتدعتها تلك الوسائل أدت إلى تغيير شامل في المجتمع، فبينما تؤدي رسائل الجنازات والتشييع دوراً إيجابياً في إبلاغ الناس وجمعهم بأسرع وقت لنيل الأجر والثواب ومواساة أهل المتوفين، تلعب رسائل التحذير من الرادارات وأجهزة ضبط السرعة دوراً سلبياً في مجال النظام المروري والقضاء على المشكلات المرورية التي نراها في طرقاتنا، إضافة إلى أمثلة أخرى جعلت الأمور التي كانت صعبة المنال في متناول اليد بكل سهولة، وبطريقة تجعلك تصل إليها بواسطة نظام العناوين المرتبط بالأقمار الصناعية. تقع علينا اليوم مسؤولية اجتماعية تجاه أبنائنا وأفراد أسرنا بسبب هذه التقنية، التي باتت بين أيديهم وتلك الإمكانات التي ينبغي ألا يستهان بها، خاصة إذا كانت الوقاية ضعيفة ومن السهل اختراقها، ‪ كما أن الوقت المخصص للتواصل بات يسجل معدلات لافتة جعلت من الآخرين حولك يشعرون بالإهمال والفشل والعزلة، لدرجة أن استخدام تلك الشبكات في التواصل غير الواقعي أصبح يطغى على التواصل الحقيقي على أرض الواقع، كما أن هناك الكثير من التداخلات في المجال التربوي والسلوكي تأتي به مضامين تلك الوسائل، لتؤثر سلباً في مجموعة القيم والسلوكيات التي تغرسها الأسرة والمؤسسات التربوية الأخرى، وهو ما أدى إلى جنوح بعض الشباب إلى أفكار ظلامية ومعتقدات فاسدة ‬. تقول الدراسات إن‬ كثيراً من الناس يميلون إلى استخدام وسائل التواصل من أحل التنفيس وبث المعلومات والأفكار، خاصة الغاضبة لجماهير كثيرة من الناس، وهذا تصرف غير حكيم، إضافة إلى افتقاده الخصوصية، حيث من الممكن أن تتسبب تلك الوسائل بتدمير الحياة الاجتماعية والعلاقات، وهناك أيضاً الشهرة المزيفة التي أمطرتنا اليوم بكثير ممن لا يستحقونها، والذين صاروا يؤثرون في أولئك الذين لا يستطيعون التمييز بين الغث والسمين. كان من المفترض أن تلعب وسائل التواصل الاجتماعي أدواراً إيجابية في تبادل الآراء والتثقيف وإيصال الأصوات الواقعية، إلا أن المفترض بقي مفترضاً وكشرت تلك الوسائل عن أنيابها، وأظهرت الجانب المظلم والسيئ والسلبي لتصبح الأداة الأكثر خطورة. راشد محمد النعيمي ALNAYMI@yahoo.com