×
محافظة المنطقة الشرقية

“استثمارات التقاعد” تصرف معاشات أكثر من 710 آلاف من مستفيديها

صورة الخبر

أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن فهم الإسلام الصحيح بمعناه الشامل الكامل هو صمام الأمان وطوق النجاة من الفتن المعاصرة. وقال في كلمته أمام مجلس أمناء المركز الثقافي الإسلامي مساء أمس الأول (الخميس) في لندن: «ما أحوج المسلمين اليوم إلى اجتماعهم على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام بفهم سلف هذه الأمة، مع النظر في الاستفادة من مكتسبات العصر ومقدراته ووسائله في الدعوة إلى المقاصد العظيمة في حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال التي جاءت الشرائع السماوية كلها برعايتها وتكميلها». وشدد على أهمية منهج الوسط والاعتدال لقوله عز وجل: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا». وقال: «إن الإسلام يحتاج إلى فهم صائب ونظر ثاقب، في وقت جهل فيه بعض المسلمين حقائقه في عنايته بالعقيدة والتوحيد والإيمان، ولزوم السنة ومنهج الوسط والاعتدال». مضيفا «يجب النظر في مقاصد ومآلات الإسلام وتطبيقاته المعاصرة، في وقت شوّه فيه بين طرفين طرف الغلو والتطرف والإرهاب وطرف الجفاء والتفريط والانهزامية وهز الثوابت والقيم». وزاد «إن المسلم يحقق الغاية من وجوده في الحياة وهي عبودية الله على منهج صحيح، ثم إن الحاجة مدعاة إلى الاعتصام والاجتماع لا إلى التنازع والاختلاف والشقاق، لقوله الله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وقوله «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم». وشدد على أن المسلمين في بلاد الغرب يحتاجون إلى أن يكونوا أكثر اعتصاما واجتماعا، وإلى أن تكون نظرتهم شمولية سامية على المؤثرات الشخصية والنظرات الضيقة التي تجعل إطار العمل في مفهومه الشاسع والواسع يتسامى عن الدعوة إلى فرد أو إلى جمعية بقدر ما هي دعوة إلى الإسلام الحق في اجتماع كلمة المسلمين، وإن اختلفت مذاهبهم الفقهية أو وسائلهم الدعوية بالنظر إلى المصالح العظمى التي تجمع المسلمين والقواسم المشتركة فيما بينهم، والنظر في المصالح والمقاصد العليا، ليكون المسلمون ممثلين لدينهم على الوجه الصحيح ولا سيما في فهم الإسلام الحق وعلاجه لكل مظاهر التطرف والإرهاب والخروج عن منهج الوسط والاعتدال. وأعرب عن أسفه على تشويه صورة الإسلام من قبل مجموعات جهلت حقائقه وقل فقهها لمقاصده، فاتخذت العنف طريقا وسلما، وسعت إلى سفك الدماء المعصومة من تفجير وقتل، مما يتطلب مسؤولية كبرى على أهل الإسلام من القادة والمسؤولين، وعلى علماء الشريعة ودعاتها ورؤساء المراكز الإسلامية واجب كبير في بيان حقائق الإسلام في مثل هذه التصرفات، وعدم إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام لأن التطرف موجود في مجتمعات وشرائع أخرى بسبب تصرف البعض من أفرادها والمنتسبين إليها ولا يحمل خطأ الأفراد على الثوابت والأصول والمبادئ. ودعا إلى توضيح الصورة المشرقة للإسلام، وأن يمثل المنتسبون إليه في هذه المجتمعات خير تمثيل وأن يكونوا خير سفراء لقيمهم ومبادئهم السمحة. واستشرف التاريخ الإسلامي في عصوره السابقة التي لم يكن المسلمون فيها يوما عبر التاريخ دعاة حرب وعنف وقتل وسفك للدماء وإنما حضارتهم الإسلامية مضمخة وعبقة بالسلام والأمن والرحمة والرفق والحوار والعفو والتعايش. وأثنى على الجهود التي تبذلها المؤسسات والمراكز الإسلامية في حفظ الهوية الإسلامية، وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم وحثهم على العناية ببذل الجهود في المحافظة على الهوية الإسلامية، خصوصا في خضم الأزمات والتحديات التي تصيب الأمة الإسلامية وهذه المجتمعات.