مرض الانهيار النفسي من الأمراض النفسية الخطيرة المنتشرة على نطاق واسع في هذا العصر. وتفيد التحريات بأن هذا المرض هو ظاهرة حديثة لم تكن موجودة قبل القرن العشرين، ما دعا البعض إلى اتهام نمط الحياة المليء بالضغوطات الزائدة بأنه وراء هذه المشكلة العويصة. القلق، والتعب، والتوتر، والتشاؤم، وعدم الرغبة في ممارسة الأنشطة الترفيهية، وفقدان السعادة، وقلة التركيز والانتباه، والإحباط، كلها من العوارض البارزة للانهيار النفسي. لكن مهلاً، إذ يجب عدم التسرع فجميعنا نصاب، من حين إلى آخر، بواحد أو أكثر من العوارض المذكورة من دون أن يعني ذلك أننا مصابون فعلياً بالمرض ومن دون أن تكون هناك حاجة إلى استشارة الطبيب. في المقابل، إذا كان يطغى على هذه العوارض طابع الاستمرارية، بحيث تجعل المصاب يفقد الأمل والاهتمام بالحياة شيئاً فشيئاً وبالتالي يقع في مطب اللامبالاة، فـــعندها يكــون المصاب في طريقه إلى الانهيار النفسي. وكي لا يقع الشخص فريسة مرض الانهيار النفسي يجب التعرف إلى العوارض المنذرة (التي غالباً ما يتم تجاهلها أو تبريرها، لأسباب غير مقنعة) مثل التعب المستمر، والنوم خلال النهار، والإعياء الصباحي عند الاستيقاظ على رغم النوم ساعات طويلة، والكوابيس المزعجة، وربما عوارض جسدية، فإذا لاحظ الشخص استمرار هذه العوارض لفترة طويلة تمتد سنة أو أكثر فإنه ينبغي اتخاذ الإجراءات الضرورية قبل أن يدخل المصاب في لجة المرض الذي يمكن أن ينتهي بمضاعفات وخيمة أسوأها التفكير بالانتحار. وإذا ما وقع أحد ضحية مرض الانهيار النفسي فإن العلاج ممكن شرط أن يقر الشخص بأنه مريض فعلاً، وإلا فإن كل التدابير العلاجية قد تنتهي بالفشل.