×
محافظة المنطقة الشرقية

15% ارتفاع التوظيف والعمل بـ«مواردنا» سبتمبر المقبل

صورة الخبر

في الأسبوع الماضي حدثت واحدة من فواكه الانتخابات الأمريكية وأطوارها المثيرة. في التجمع النهائي الذي يحدد مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، أرادت الحسناء (وبلغة المقاهي «الصاروخ») مالينيا زوجة المرشح المثير للجدل الثري العقاري دونالد ترامب، أن تساند زوجها، بإلقاء خطاب يحمس الناخبين لاختيار زوجها، لكن تمخض الخطاب عن «فضيحة»، إذ «انتحلت» جملاً من خطاب ميشيل زوجة الرئيس باراك أوباما، عام 2008. وكانت سقطة حفزت الأمريكيين ليمضوا ليلة بطولها ينكتون ويسخرون، وبلغة المقاهي «يجلدون» و«يدعسون» مانيليا وزوجها، وسوء تدبير إدارة العلاقات العامة في حملة ترامب الترويجية. وفي اليوم التالي، قدم كاتب الخطاب اعتذاره، كما يفعل كل المخلصين والخطائين في قلاع السياسة وحصونها، وقال إنه هو «وحده» المسؤول عن الفضيحة، في محاولة لتجرع السم بدلاً عن مالينيا وترامب، ولتبرئة السيدة السلوفانية «الموديل» السابقة التي تحلم بالتربع في الجناح الشرقي من البيت الأبيض، من تهمة «البلاهة». خطأ مالينيا يتعدى التنكيت والسخرية منها ومن هفوات زوجها، إلى رصد مسألة في غاية الأهمية، أشار إليها الكاتب الأمريكي «نيك بارنيب» في صفحته في موقع «انتيمييديا)، حينما علق على الفضيحة، بقوله إن السياسيين العصريين، ليسوا قادة وإنما هم «صنيعة» علاقات عامة، بكل ما في صناعة العلاقات العامة من مزايا وأخطاء. وسبق بارنيب، سياسي أمريكي، عضو كونغرس سابق ومرشح للرئاسة عام 2012، هو رون باول، الذي قال العام الماضي إن وسائل الإعلام تحول الانتخابات الأمريكية إلى حفلات «ترفيه». وكلا القولين صحيح وخطير في نفس الوقت. خبراء العلاقات يطلبون من السياسي أو «الزبون» تسليمهم رأسه ونفسه، ليفعلوا ما يشاءون بوعد أن يحقق فوزا، فيصبح خادماً مطيعاً، مثل تصرف الناس لدى الحلاقين والمصورين، يأمرونه متى يتكلم وبماذا يتكلم ومتى يغلق فاه أو هاتفه، ومتى يشترك في مقابلة تلفزيونية أو مناظرة، وكيف يجلس وماذا يلبس، لهذا يقدمون للناس شخصاً «مصنوعاً» آخر غير الذي يعرفونه، وتقول العلاقات العامة إن خطاب «الزبون» وسلوكه قد تغير لأنه يخاطب الجمهور أو يخوض منافسة للصالح العام. بمعنى أن ترامب وغيره لو لم يستأجروا خبراء علاقات عامة، وظهروا على الناس كما هم، بذكائهم وغبائهم ولواعجهم، وتلقائيتهم؛ ربما لما فكر ترامب بالرئاسة، ولما تسنى لبوش الابن (الرئيس 2000ـ 2008) حتى التفكير بالاقتراب من البيت الأبيض. لبيسو المشاهير، يعتنون بهم ويختارون لهم أنواع وألوان ملابسهم، قبيل حضور الحفلات أو اللقاءات المهمة، وكذلك يفعل خبراء العلاقات العامة، لكن الأخيرين لا «يقيفون» هيئة «الزبون» وإن تدخلوا أحياناً باختيار الملابس وربطات العنق، إنما ينصب جهدهم في تقييف ذهن الزبون وفكره ومحاولة جادة في التحكم بتلقائيته، وكبح غريزة الرد الفوري، التي تعري الزبون من كل اكسسوارات العلاقات العامة والكلمات المنمقة ويظهر «ربي كما خلقتني». لهذا يتبادل السياسيون المعايب أن تصريحاتهم هي صناعة خبراء علاقات عامة، ومواقف ديكورية لا تعبر عن الثقافة السلوكية للزبون ولا الجوهر. وتر من حقول السفانا الخضراء.. حتى ظلال سامقات الصنوبر في وادي ميزوري. ومن نهر الجانج المقدس، وسكون المتأملين.. حتى ضوح سحب الثلج وغابات البتولا الميتة في ضواحي ريكافيك.. ينتظر بني الإنسان، والعرايا، والثكالى ومهج الألم.. مخلصاً، بلسماً لأمراض الكره والفقر، وتجارة الموت، مضاداً حيوياً لسنن الحراب المغروسة في رموش خمائل العين..