لم تسلم الحركة الطلابية في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب من سهام القبلية، فتخلى أصحاب الفكر ومن يفترض أن يكونوا قادة المستقبل عن شعارات الكفاءة والخبرة والقيادة والوعي لمصلحة القبيلة، التي باتت تفرض مرشحيها على القوائم المتنافسة في الانتخابات الطلابية. وتحت غطاء الأنشطة الاجتماعية والطلابية، تسللت القبلية لتفرض نفسها لاعباً رئيساً في الانتخابات، وبدلاً من اختيار القوائم المتنافسة لأسماء مرشحيها من بين الطلاب والطالبات وفقاً لمعايير شفافة يفترض انها تشكل جزءاً من دراستهم، باتت أسماء المرشحين تخرج من داخل القبيلة بل من «الفخذ» أحياناً ليتطور التنافس الطلابي داخل القبيلة نفسها أيضاً. ومع اقتراب موعد الانتخابات التي تنطلق الاثنين المقبل، حددت اللجان القبلية أسماء مرشحيها داخل القوائم ووجهة تصويتها، في مشهد طارئ لم تشهده في السابق الحركة الطلابية الكويتية، ويعبر عن التراجع الكبير في الممارسة الديموقراطية التي يفترض ممارستها بأبهى صورها بين الشباب داخل المؤسسات الأكاديمية. ومع تأكيد أن القبيلة تمثل هوية اجتماعية، فهذا لا يعني أن يشكل الانتماء لها مبرراً لخلق حالة من الاستقطابات في المجتمع الطلابي، الذي يفترض أن يكون النموذج المثالي الذي ينأى بنفسه عن أي انعكاس سلبي أو انقسامات واصطفافات خارج الصرح الجامعي.