حققت جامعة الملك سعود إنجازا علميا وتقنيا جديدا يضاف لسجل الإنجازات العديدة حيث حصلت الجامعة على براءة الاختراع من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي، على اختراع بعنوان " آلية تعاونية لتوصيل حزم البيانات في شبكات الاستشعار اللاسلكية " توصل لها كل من الدكتور سامي بن صالح الوكيل أستاذ هندسة الحاسب بجامعة الملك سعود، ونجلاء بنت عبدالرحمن النبهان من كلية علوم الحاسب والمعلومات وإشراف الدكتور خالد بن سعد الصالح المشرف على برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية. ويعد الاختراع ذا اهمية كبيرة لتحسين اداء شبكات التحسس والاستشعار اللاسلكية والتي من المتوقع ان تحقق تقدما علميا عظيما في مجال الاتصالات اللاسلكية والنظم المدمجة وأجهزة الحاسبات والهواتف الذكية، نظرا لكونها تفسح مجالا واسعا لابتكار جيلٍ جديدٍ من التطبيقات للتحكم والاستشعار عن بعد في مجالات متنوعة مثل التطبيقات العسكرية والأمنية لاكتشاف المتسللين وعمليات اقتحام المناطق المحظورة، وفي التطبيقات البيئية ورصد الأحوال الجوية، ولكشف التلوث الجوي والمائي وكشف الحرائق، والمراقبة والرعاية الصحية، ولفحص سلامة الأبنية والمنشآت. وتوضح نجلاء النبهان حول اهمية هذا الاختراع بقولها: " في الوقت الحاضر، تعد شبكات الاستشعار اللاسلكية وسيلة في غاية الفاعلية لتنفيذ عمليات المراقبة والتحكم عن بعد بالظواهر المختلفة بتكلفة زهيدة ومرونة عالية، وذلك من خلال نشر عدد كبير من الوحدات اللاسلكية وتوزيعها ميدانيا بحيث تكون تلك الوحدات ذات حجم صغير لا يتجاوز سنتيمترات معدودة وتكلفتها قليلة جدا وتضيف النبهان " يقدم هذا الاختراع تصميماً لمداولة تعاونية ذات فعالية عالية لتوفير طاقة توصيل وتوجيه البيانات في شبكات الاستشعار اللاسلكية. ويحقق الاختراع توفيرا كبيرا في طاقة وحدات الشبكة يتراوح بين 25% - 50% لإيصال نفس المقدار من بيانات الشبكة ويتفوق بذلك على معظم المداولات المماثلة التي تم تطويرها لتوصيل وتوجيه بيانات شبكات الاستشعار اللاسلكية . وتحقق الخوارزمية فعالية للطاقة من خلال اختيار وتعريف مجموعة من المعايير الذاتية التي تستخدمها مداولة الاختراع عند الجدولة الزمنية لفترة إعادة البث للحزمة. ومن ضمن تلك المعايير: البعد المكاني ومدى التراسل الممكن بين وحدات الشبكة وموقع محطة المراقبة بالنسبة لوحدات الاستشعار الوسيطة المستقبلة لحزمة البيانات ومع تلك الوحدة المستشعرة للظاهرة " المصدر" وقد بينت نتائج المحاكاة وتحليل الأداء تحسنا كبيرا في اداء الشبكة عند تطبيق المداولة المستحدثة وزيادة العمر الوظيفي لوحداتها حيث تتيح بقاء ما يقارب من نصف الوحدات للشبكة فاعلة، وفي وضع التشغيل لفترة زمنية تتجاوز عشرة اضعاف ما تتيحه الانظمة الاخرى المستخدمة بهذه الشبكات، بالإضافة إلى زيادة معدلات أداء وصول حزم البيانات والتحكم بالزمن المستغرق لوصولها إلى مركز الشبكة. وأوضح الدكتور سامي الوكيل أن مما يزيد في أهمية الاختراع هو ملاءمته للتطبيق في الكثير من مجالات شبكات الاستشعار اللاسلكية، ما يتيح للجامعة استثمار هذا الاختراع في مجال التصنيع وتحقيق عوائد تدعم البحث العلمي والتطوير التقني بالجامعة. وأكدت النبهان أن التقدم العلمي والبحثي الكبير في مجال تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة بالإضافة إلى ازدياد اعداد المختصين والباحثين والمخترعين في هذا المجال وتنوع تخصصاتهم لابد ان يقابله تقدم صناعي يهيئ الاستفادة من التقنيات المستحدثة وتطبيقها في العديد من المجالات ويجعل من دعمها ضرورة ملحة تحتاج الى جهد وتكامل بين الجهات المختلفة. وشكرت د. سامي الوكيل على اهتمامه بالبحث العلمي ودعمه وثقته بعملها خلال فترة اشرافه على رسالتها في مرحلة الماجستير ما اثمر عن هذا الانجاز العلمي المهم .