مؤشر القوة الصحية أمر حيوي في تعزيز القدرة التنافسية لأي بلد، وعامل رئيسي في مقدار الإنتاجية المتوقعة في اقتصاديات تلك البلدان، أيضا تأكد أن مدى قوة الصحة لها أثر مباشر على العمال الذين يعدون الركيزة الأولى في أي نشاط اقتصادي، فلا يمكن أن تتحرك عجلة الأعمال بمختلف أنواعها وأنشطتها في حال سوء إمكانيات العامل الذي يقوم على هذا الأمر، ومما سيكون له أثر عكسي على مدى الإنتاجية المرجوة. لذا، فإن سوء الحالة الصحية يؤدي لتكاليف باهظة تعود أضرارها المباشرة على المجتمع كافة، وخصوصا رجال الأعمال، وكذلك العمال المرضى فغالبا ما يكونوا غائبين عن مواقعهم، وفي حالة قيامهم بأعمالهم فإنهم سوف يعملون على مستويات أدنى من الكفاءة. فالاستثمار في توفير الخدمات الصحية أمر هام في دفع عجلة الاقتصاد، وهذا ما لمسناه في كافة أرجاء المملكة من خدمات صحية تنافس العالمية.. وفي هذا الجانب، وفي جزئية مهمة، سجلت المملكة المركز الأول في قلة الإصابة بالفيروس القاتل «الإيدز»، وذلك حسب ما جاء في تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) لعام 2013 ــ 2014. وعندما ننظر لهذا الأمر الأخطر في عالم الأمراض، نجد أن «مرض نقص المناعة المكتسبة» سجل أدنى مؤشراته في المملكة، وذلك لعوامل عديدة، جاء في بدايته الوازع الديني الحنيف الذي تسير عليه، والتزام الحكومة الرشيدة بتطبيق الشريعة الإسلامية في كافة مناحي الحياة، مما أسفر عن مجتمعات محافظة، وكذلك السير على نهج نبينا الكريم محمد ــ صلى الله عليه وسلم، مما أنعكس على التربية السليمة والعناية بالأخلاقيات الفاضلة التي تنبذ الفحش والفجور، والبعد عن العلاقات المحرمة التي تعد أول أسلحة الفيروس القاتل. أيضا، وضعت قيادة البلاد جل اهتمامها بالصحة، مما أسفر عن منظومة متكاملة تعتني بكافة المشاكل الصحية، وتوفر لها كل حديث من أجهزة وأدوية وكوادر طبية ماهرة.. وعن «الإيدز» وجدنا مبادرات المملكة لمكافحة الإيدز بدول مجلس التعاون، وجاء الأمر بانعكاسات هامة، حيث شدد وزراء الصحة على أهمية المبادرة ودعمهم الكامل لجميع الأنشطة والفعاليات الدولية الهادفة لمكافحة الأمراض. وجاءت جهود الجمعية السعودية الخيرية تجاه هذا المرض الفتاك ضمن خطتها الاستراتيجية لدعم حملة صفر للإيدز بحلول عام ٢٠١٧، وشنت حملات توعوية مكثفة في المملكة مصحوبة بفعاليات وبرامج عديدة ضمت أكثر من محور اجتماعي ونفسي وديني وصحي، وشملت ورش عمل ومحاضرات توعوية وزيارات تعريفية، إضافة إلى عيادات الفحص والمشورة المتنقلة وبرامج الدعم النفسي والاجتماعي للمتعايشين. ونجد أن بوصلة المجتمع توجهت نحو التعاطي السليم مع فيروس الإيدز، وإزالة الوصمة عن المصابين، وتوعية الشباب بمخاطر بعض السلوكيات، بغرض رفع الوعي حول المرض وتعديل السلوك الخطر، وذلك للوصول إلى أجيال خالية من الإصابات المستجدة ومن التمييز والوفيات المتعلقة بفيروس الإيدز؛ فيما سجلت نسب منخفضة حول الإصابات الجديدة والوفيات والوصمة والتمييز المتعلقة بالمرض في المملكة من خلال نشر الوعي الصحي، حمى الله المملكة وقادتها وشعبها.