×
محافظة المنطقة الشرقية

اجتماعي / أندية الشرقية الموسمية تكمل استعداداتها لإطلاق معرضا للرؤية الوطنية 2030 الثلاثاء القادم

صورة الخبر

في مقال سابق في هذه الصحيفة بعنوان من جهيمان إلى يوم الاثنين الأسود والحلول، اتفقت مع الزميل الكاتب محمد معروف الشيباني في مقال نشر له بصحيفة أنباء الأحساء الإلكترونية، في وصفه للتفجيرات الثلاثة الإرهابية الأخيرة، التي وقعت في المملكة يوم الاثنين الموافق 4 حزيران (يوليو) من العام الجاري، على أنها تفجيرات وإرهاب من نوع نوعي، يختلف عن سابقاته من الحوادث الإرهابية التي وقعت في المملكة، كون أن أحدها وقع على بُعد أمتار من المسجد النبوي الشريف. إن أكثر ما يؤلمني في تلك المحاولات الفاشلة اليائسة والبائسة التي تحاول النيل من وحدة واستقرار بلادنا، استخدامها لأبنائنا وشبابنا في تنفيذ أجندتهم الإجرامية اللعينة والمقيتة، ولهذا السبب برأيي تقع علينا جميعاً كمجتمع مسؤولية كبيرة للتعرف على أين تكمن مكامن الخلل، وكيف تمكن أولئك الأشرار من استمالة عقول أبنائنا وشبابنا وإغوائهم للانخراط في عمليات إرهابية تستهدف بلادنا، وما هي مفاتيح قوة الإقناع والتمكين التي يمتلكونها ونحن كمجتمع لا نمتلكها ونفتقر لها؟. وقد طرحت سؤالاً في مقالي سالف الذكر والذي لا أزال أبحث له عن إجابة شافية ووافية عن دور علمائنا من رجال دين وعلم وفكر وتربية في تحصين عقول أبنائنا وشبابنا ضد هذا العبث الذي يحل عليهم ويفتك بهم وبمجتمعنا؟ ولعلي أذكر بالمسؤولية المجتمعية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله- في إحدى خطاباته بالتحذير من الفكر الضال، والجماعات الإرهابية، بما يحتم على الجميع، مؤسسات وأفراداً النهوض بمشروع وطني كبير للتصدي لمظاهر الغلو والتطرف والكراهية في المجتمع، التي يحملها البعض جهلاً وربما اختطافاً لثوابت الإسلام وتعاليمه السمحة وسطية وتسامحاً واعتدالاً. وهنا أنا بدوري أؤكد على أهمية دور علمائنا ومفكرينا ورجال الدين في تحصين فكر شبابنا وأبنائنا ضد الفكر الضال للحيلولة دون وقوعهم في براثن الفتن والإرهاب والإرهابين، وإنني إذ أناشد علماءنا، وبالذات علماء الدين من أن يتقربوا من شبابنا أكثر فأكثر وأن يذهبوا إلى أماكن تواجدهم لتحصينهم قبل فوات الأوان ووقوعهم لقمة سائغة وفريسة سهلة في أحضان الإرهاب والإرهابين. كما وبرأيي أن الأسرة السعودية، تتحمل العبء الأكبر في مواجهة ظاهرة الإرهاب الفكري الذي يستغل وللأسف الشديد تقنيات وسائل الاتصال والتواصل الحديثة من شبكة انترنت ووسائل التواصل الاجتماعي Social Media أو كما يسميها البعض بوسائل الإعلام الجديد، في غسل عقول أبنائنا واستمالتهم لتنفيذ مخططاته وخططهم الشريرة والخبيثة، وبالذات وللأسف الشديد أن معظم الأسر السعودية تحولت اليوم من أسر طبيعية يغلب عليها بالفطرة التماسك والتعاطف بين أفرادها، إلى أسر افتراضية Virtual Families قد تجمعهم غرفة واحدة، ولكن كل فرد من الأسرة يكون مشغولاً ولاهياً عن الآخر إما بهاتفه الذكي أو بأي وسيلة اتصال وتواصل حديثة أخرى، حتى أن أصبح الأبناء، كل في فلكٍ يسبح بعيداً عن المتابعة والإرشاد والتوجيه الصحيح، لدرجة أن أطفالنا في عمر مبكر جداً أصبحوا مصابين اليوم بما أوصفه بمرض متلازمة الـ آي باد iPad syndrome . أخلص القول، ان مسؤولية مكافحة الإرهاب والإرهابيين في بلادنا، وبالذات بالنسبة للجانب المتعلق بالتحصين الفكري وسد الفراغ العاطفي الفطري لأبنائنا للحيلولة دون وقوعهم في مصيدة الإرهاب والإرهابيين، تُعد مسؤولية مشتركة، لا تقع فقط على الأجهزة الأمنية المعنية بالأمر في البلاد، فلعلمائنا من رجال دين وعلم وفكر وتربية مسؤولية كبيرة في ذلك، كما أن للأسرة ولمناهج التعليم وأسلوب التدريس وللمسجد ولأئمة المساجد وخطب الجمعة، بما في ذلك المعالجة الاقتصادية لملف البطالة دوراً كبيراً كذلك في ذات الشأن. إن احتضان شبابنا من الجنسين والالتفاف حولهم ومنحهم ما يستحقوه من اهتمام وتقدير، سيكون بمثابة طوق نجاة يمنع وقوعهم في التهلكة والأعمال المشينة، المدمرة لهم ولبلادنا الحبيبة على حدٍ سواء.