تمكنت قوات الجيش العراقي من السيطرة على منطقة الدولاب الإستراتيجية شمال شرقي الرمادي في الأنبار، ومنها كان «داعش» يهدد ناحية «البغدادي»، وفيها قاعدة «عين الأسد» العسكرية ويتخذها مئات الجنود الأميركيين مقراً، فيما انحسر نفوذ «داعش» على الجهة الشمالية من نهر الفرات. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أمس، أن «قطعات الفرقة السابعة ولواء مغاوير الجزيرة والفوج 16 من شرطة الأنبار والحشد العشائري، حررت منطقة الدولاب والقرى المحيطة بها بالكامل من عناصر داعش الإرهابي ورفعت العلم العراقي فوقها». وأضاف: «تم تأمين الضفة الجنوبية لنهر الفرات من حديثة إلى الرمادي، بعد أن كبدت العدو خسائر كبيرة، تمثلت بقتل 69 إرهابياً، وتدمير ثلاث عجلات مفخخة، فضلاً عن منصة صواريخ وتفكيك 543 عبوة ناسفة، وسبعة أحزمة ، وتدمير خمسة صواريخ موجهة، علاوة على إلقاء القبض على إرهابيين اثنين، وتدمير ثلاثة هاونات 120 ملم، وتفجير براميل سعة 200 ليتر تحتوي على مادة السيفور». وكان «داعش» يستخدم منطقة الدولاب والقرى المحيطة بها مقرات لمقاتليه ومنها يستهدف قضاء هيت شرقاً وناحية البغدادي غرباً، وباتت قاعدة «عين الأسد» الآن في مأمن. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي لـ «الحياة»، إن «نفوذ داعش انحسر في الأنبار بشكل كبير، وينتشر عناصره عند الجهة الشمالية لنهر الفرات وهي مناطق صحراوية غير مأهولة». وأضاف أن «الجهة الشمالية للنهر المطلة على منطقة الجزيرة يجب تأمينها لضمان الاستقرار في المحافظة وهناك حاجة إلى غطاء جوي كثيف لتأمينها بالتزامن مع شن عمليات برية». وبالتزامن مع تحرير منطقة الدولاب، شنت قوات الفرقة السابعة هجوماً واسعاً على الأحياء الشمالية لقضاء هيت، خصوصاً حي البكر الذي يسيطر عليه «داعش»، ولكنه بات محاصراً بعد سيطرة الجيش على منطقة الدولاب التي كان يحصل منها على الإمدادات للقتال. وأوضحت وزارة الدفاع أمس، أن قطعات من الجيش شنت عمليات استباقية في حي البكر أسفرت عن قتل 11 عنصراً من «داعش» وإصابة 8 آخرين وتدمير مضافات وعربات عسكرية تابعة له. إلى ذلك، شن «داعش» هجوماً على قضاء الرطبة جنوب غربي الرمادي، أسفر عن قتل وإصابة عدد من عناصر الأمن، وقالت مصادر أمنية لـ «الحياة» إن «هجوماً انتحارياً استهدف تجمعاً للجيش عند أطراف المدينة وتبعه قصف صاروخي على مركز المدينة، ولكن قوات الأمن تمكنت من صد الهجوم». وحرر الجيش ومقاتلي العشائر قضاء الرطبة في 18 أيار (مايو) الماضي بعد سيطرة «داعش» عليها لأكثر من عام ونصف العام وقطع الطريق الدولية الرابطة بين العراق والأردن، وتسعى الحكومة المحلية في الأنبار إلى إعادة فتح الطريق ولكن جيوب التنظيم ما زالت تهدد المنطقة.