المفارقة بسيطة أن تكون نبياً فذلك مستحيل، أن تكون إنساناً فذلك مستحيل أكثر في الاعتقاد، لكن أن تتخذ شكل الإنسان في تفكيرك فممكن، ولكن بعناء شديد فلنذهب للبداية وللنهاية نحن نفتقد لهذا التفكير النقي الصافي الصادق الواضح. كلنا معذبون ونستطيع أن نفعل أي شيء، ولكن ما ذكرته صعب المنال، في كل خطوة نكذب وتتصادم حقائقنا مع واقعنا فنشوه الصورة الإنسانية لنا؛ لأننا في الأصل نتلقى أيضاً صورة مشوهة من غيرنا. مرايا... وانعكاساتها، متى نكسر المرايا ولا ننظر لغيرنا يسلبوننا طاقاتنا الإيجابية ويلقون بطاقاتهم السليبة علينا فنعود إلى بيوتنا بلا قوى روحية أو جسدية، لنعيد الكرة كل يوم. متى لا نسمح لمصاصي دماء أرواحنا من حولنا أن يرتادوا أفكارنا ويعيشوا فيها ليسلبونا البصيرة والبصر فنسقط رويداً رويداً ويصعدون على أكتافنا بنجاحاتهم. لكي نفكر بشكل إنسان علينا أن نتحلى بالصدق لا بالشجاعة، وأن نربط أنفسنا بأشخاص ذوي طاقات إيجابية لتشع الحياة من حولنا كالنور وتدخل ظلام القلوب، ولكي نفكر بإنسانية مطلقة يلزمنا كثيراً من الحب والعطاء لنتعلمه، والتسامح في عقولنا ومصائرنا، فكل خطوة فينا ترفع من شأننا أو تهملنا، وإما أن نكون أو لا نكون، لم يسبقنا أحد لهذه المقولة فهي في كينونتنا منذ الأزل ولا يصح إلا الصحيح الإنسان الحق الذي يتغلب على الإنسان الباطل. في كل نهاية طريق، يكفيك من المتاع جعبة من الصدق والمحبة تخطو بها، وتواجه كل المذلات والصعاب، وكلمة الفشل في قاموسنا إنما وضعت لتأنيب ضمائرنا، فنزداد فشلاً فوق فشل، وتكون أسباب الفشل حدوداً للناظرين من حولنا أننا آيلون للسقوط، فهم أهل القمة داسوا على ضمائرهم التي لا تُقتل والتي بعد برهة ستستيقظ وتقتلهم. عجينة الإنسان خالية من الأشواك، فنحن لا نزرع الشوك وغالباً ما نحصد ما يزرعه الآخرون، ولكن حصاد القليل من المظلمين يضع الإنسان في كذبة خيالية تنقله ليكون ناقصاً وهو قادر على الكمال. حقيقة أن تفكر بشكل إنسان يجب أن تحمل قناعة أنك إنسان بحق، وأنك قادر أن تُحدث فرقاً في كل خطواتك، وألا تحمل مؤثرات للآخرين تعيدك حيث كنت، فأسباب النجاح تصدر منك وحدك. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.