بعد أن ودع لبنان يوم الأحد الشحرورة صباح بعرس وطني كبير، كان المشهد مغايراً اليوم مع تشييع الشاعر اللبناني سعيد عقل الذي يعتبر من أبرز الشعراء العرب المعاصرين، حيث وارى الثرى في كنيسة مار جرجس في بيروت بحضور فني خجول حضرته فقط الفنانة ماجدة الرومي التي غنت قصيدة من أجمل قصائده "عم بحلمك يا لبنان" وعبرت لـ"سيدتي نت" عن حزنها لفقدان رجل بحجم سعيد وقالت: "هو جبل وانهار وكان سنداً لنا، وكنا نستند إلى فكره وقلبه وعقله وضميره. وتابعت: "لا شيء سيبقى في لبنان كما كان بعد أن وقع الكبار واحد تلو الآخر، وما يعزينا هو بقاء إبداعاتهم التي لا تعتبر كلمة بالفم فهي إبداعات خالدة ومشغولة بحرفية والتي تسمح أن تستمر لأجيال وأجيال". وأضافت: "أتيت لأحيي فيه عقله العظيم وجبينه المرفوع وقلبه الكيبر الذي آمن بلبنان بلد حر ومستقل يليق بكل الشهداء الذين سقطوا على أرضه، أتيت لأقول له: "يا معلم أكثر شيء رح تبعد انك ستبقى في القلب". وكما فعلت فيروز بوداع الصبوحة، أرسلت إطليلاً من الورد الأبيض لسعيد، وسبق وأن غنت له فيروز العديد من قصائده. من جهته الفنان نقولا الأسطا قال: "نفقد كبارنا واحد تلو الآخر، ولكن نفقدهم بفرحة كبيرة بما أعطونا إياه وتركوه لنا، فسعيد أعطاني العنفوان ". واقول له : "انا لي الشرف ان أغني بصوتي اغنية من كلماته "وعد يلي عم بتموتوا"". وتابع: "اليوم نرثي الوطن لا سعيد عقل، لأن هناك ناس لم تتعلم من هؤلاء الكبار سواء كانوا سياسيين أم فنانين كي يحافظوا على هذه الأمانة مثل صباح ووديع الصافي وزكي ناصيف على امل ان نحافظ على هذا البلد كي يبقى نتغنى بكبارنا، وم يقصد أن يكتشف قيمة سعيد سيكتشفها بنفسه". كما حضر الموسيقي أسامة الرحباني وشقيقه غدي، وبدى أسامة متأثراً لرحيل عقل ورفض الكلام مع أي وسيلة إعلامية، كما حطغى الحضور السياسي على الفني حيث حضر رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون ورئيس حزب "الكتائب" أمين الجيمل.