×
محافظة المدينة المنورة

14 شهرا للتنفيذ ودعم القيادة سيسهم في تحقيق أعلى مراتب الجودة

صورة الخبر

لست واعظاً دينياً، ولن أرتدي عباءة داعية، أو أعتلي المنابر وغيري كثيرون بل هم يمثلون الغالبية العظمى مهما كانت درجة إيمانهم بالله عز وجل وقربهم منه وتعلقهم بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لكن لابد (لمن كان له قلب أوألقى السمع وهو شهيد) أن يتغشاه الحزن ويتفطر قلبه ألماً وربما تذرف عينه الدمع عندما يتم توظيف كلام الله وآياته لأغراض دنيوية أوالتقليل من شأن آخرين بدلا من أن نتدبر في هذه الآيات ومضامينها وإعجازها البلاغي (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). أعتقد أن كثيرين أدركوا ما أعنيه حيث انتشرت هذه الأيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الواتس أب مقاطع أو آيات من كتاب الله تم تحريفها لتخدم غرضاً معيناً يتمحورحول كرة القدم والتنافس على صدارة الدوري والاستهزاء بالمنافس مما نترفع عن ذكره هنا أو ضرب الأمثلة به وقد أشار إليها أحد الفضلاء من أحد منابر الجمعة ومما يؤسف له أكثر أن البعض عندما تناقشه يتهم أنصار الفريق المنافس بأنهم وراءها لتشويه سمعة ناديه المفضل. القضية أكبر من هذا كله وأبعد أثرا ونحن لازلنا نمارس نفس التفكير ونؤمن بـ (نظرية المؤامرة). لا يهم من بدأها ولا من صاغها المهم كيف وصل تفكيرنا إلى (الاستخفاف) بآيات الله و(الاستهزاء) بها؟ نحن نعرف (الاقتباس) في اللغة ومن القرآن الكريم وكيف يتم توظيف بعض الآيات وفي الأثر الكثير منها لكن ههناك فرق في الصورة البلاغية وفي سلامة المقصد وهذه واضح الهدف منها. وحسبي أن الذين وضعوا مثل هذه هم فئتان: الأولى فئة محدودة التفكير وثقافتها الدينية كذلك تعتقد أنها بهذا العمل يمكن أن تضفي جوا من المرح في الوسط المحيط بها والاستفزاز للطرف الآخر. الثانية فئة تعي وتدرك ما تقوم به لكنها (لا دينية) وهدفها إما كسابقتها أوإثارة البلبلة في هذا المجتمع وإخراجه تدريجياً من عقيدته وقيمه الدينية واستثمارالرياضة باعتبارها الوسيلة الأسهل والأسرع لتفريق المجتمع من خلال تنمية التعصب والتناحر بين أطرافه والإساءة للرياضة والرياضيين وكرة القدم على وجه الخصوص بهدف إيجاد فجوة بين أفراده وطبقاته. والأخطرمن هذا كله نشر مثل هذه المقاطع والتوسع في تبادلها حتى وإن كان الهدف سليماً وهو التحذير من الوقوع فيها ذلك أن أفضل طريقة لمحاربتها وقطع الطريق عليها هو وأدها في مهدها وإلغاؤها بمجرد وصولها إليك وبدلا من (انشر تؤجر) و (لا تتوقف عندك) من عبارات لا أصل لها ولا يجيزها كثير من العلماء نقول عن هذه المقاطع (لا تنشر فتؤجر) أو(دعها تتوقف عندك). نأسف لما وصل إليه الحال ونخشى أن يتطور ما لم يكن هناك توعية لهذا الجيل وبث القيم الأصيلة والمعاني السامية في نفوسهم بعيدا عن الوعظ المباشر بدلا من زرع بذور التعصب والإثارة المفتعلة في البرامج الرياضية والخروج عن كل النصوص. دور المربي الحقيقي تضاءل إن لم يكن انتهى في ظل ها الانفتاح الإعلامي والتواصل الاجتماعي ونكتفي بحشو الكتب المدرسية بالآيات والأحاديث دون إيجاد معلم مؤهل قادر على توصيل مضامينها وأولياء أمور متعلمين لكنهم غير مثقفين وعاجزين عن ردم الهوة بينهم وبين أبنائهم فكل مشغول في نفسه وفي ذاته. بئست رياضة لا ترتقي بالقيم وتحافظ على الثوابت وتعرف كيف تتعامل مع المتغيرات. وبئس تنافس يقودنا إلى الاستهزاء بديننا وعقيدتنا ولا يحترم الأعراف والتقاليد. (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن). والله من وراء القصد،،،