هل فعلاً تصدقون من يدّعون الحياد؟ هل يمكن أن تكون أصلا محايدا في القضايا الرئيسية؟ لا حياد في الأساسيات.. للحياة موقف ثابت ومتزن وواضح .. من يدّعي الحياد ضعيف لا يستطيع أن يتخذ موقفاً.. الحكمة هي المحايد فقط أما البقية فيخضعون لقوانين الطبيعة والمزاج والأهواء.. واعتبارات أخرى كثيرة .. كل شخص يستطيع أن يعددها كما يريد. هل يمكن أن تكون محايدا في قضايا العقيدة أو الأسرة أو الوطن أو أي من القضايا الأساسية والرئيسية التي لا يمكن أن نأخذ فيها موقفا محايدا؟ من لا يقوون على اتخاذ الموقف يلجأون لحيلة الحياد التي تكون أحيانا حيلة مكشوفة جدا. بعض الأشخاص تجده يغير مواقفه بين حين وآخر.. وقد ينتقل من النقيض إلى النقيض الآخر.. وأحيانا تتكرر هذه الحالة التنقلية بشكل دائم فيفقد ذلك الشخص جديته ومصداقيته.. وأكثر من يتنقلون ويغيرون جلودهم وأقنعتهم السياسيون والمفكرون.. الذين تتقلب بهم الأمواج بلا استقرار ولا ثبات ولا وضوح. إن المراجعات الفكرية أمر مفيد وحميد إن لم يتغير ويتكرر مرات عديدة مثلما هو حاصل مع البعض.. وأنا من أشد المنادين بأن الإنسان بين حين وآخر بحاجة إلى التغيير في السلوك والتفكير والأداء.. لكن التغيير الذي نعنيه هو تغيير منطقي ومقبول.. ليس كذلك التغيير الذي نذمه والقائم على التنقل من حال إلى حال.. وهؤلاء ما أكثرهم وما أكثر تغيرهم وتبدلهم .. بالتأكيد الآن تدور في مخيلتكم وجوه البعض منهم. المهم أن بعض أولئك المتحولين يجدون لأنفسهم المبررات والأعذار الكثيرة.. وطالما سهل إيجاد العذر فلن تقف عملية التحول والتغير والتقلب. يبقى الحياد حالة وسطى غير منطقية وغير مقبولة في كثير من الأحيان.. وأتمنى أن لا يأخذ أحد هذا المقال على أساس أنه موقف ضد أشخاص.. لأنني أكتبه وأنا في حالة حيااااااد تام!!.. ودمتم سالمين.