في تعليقه على محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا قال رئيس الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي أنه لا يمكن المرور على حادثة فشل الانقلاب العسكري في تركيا دون استخلاص العديد من العبر كسياسيين خاصة بعد ما لمسناه من محاولة إسقاط هذا الوضع على الواقع التونسي، وهو ما يستدعي التوضيح حتى لا تختلط المسائل أكثر مما هي عليه اليوم. وقال: إن ما وقع في تركيا كان مناسبة لتبديد أحلام بعض الانقلابيين الصامتين في تونس وهم مجموعة صغيرة من الانتهازيين من رموز النظام السابق الذين لفضتهم ماكينة الديمقراطية ولم يجدوا موقعا في مختلف الأحزاب السياسية الحالية في تونس، هؤلاء لم يستوعبوا بعد الخطوات التي قطعت في تونس لتكريس الحريّة وإعادة السلطة إلى الشعب الذي يقرّر من يحكمه عبر الصندوق والبرلمان وليس عبر الدبابات والثكنات. وقال الرياحي: أن هؤلاء يقفون على الربوة لاقتناص الكبوات ثم يظهرون في كل مناسبة لتمرير أجنداتهم وشعاراتهم الكاذبة وكلهم شوق للعودة لزمن كانوا يسمّون فيه الانقلاب التحول مباركا. وقال الرياحي لهؤلاء أقول أن التونسي عندما يجدّ الجد لن يعترف إلا بقداسة الصندوق مهما كانت قساوة الظروف خلال المرحلة الانتقالية بعد الثورة هناك أيضا من كانوا يتمنون نجاح الانقلاب على أردوغان نكاية في حركة النهضة، وتطلعا لسقوطها وربما تمنيّا لإبعادها عن المشهد السياسي التونسي هذا الموقف لما يحمله من إقصاء وراديكالية لا يستهويني ولا يتماشى برأيي مع حتمية التعايش بمختلف المشارب السياسية في هذا الوطن القادر على احتواء الجميع. وقال الرياحي مدافعا عن وجود حركة النهضة فاعلة في المشهد السياسي التونسي أن حركة النهضة مرتاحة جدا بتونسيتها وطورت كثيرا في أفكارها وتوجهاتها وبالتالي لا يمكن مقارنتها بأي من الحركات الإسلامية الموجودة في العالم، كما أن وجودها اليوم في المشهد السياسي كان بفضل مليون صوت تونسي انتخبها. ووجود النهضة جنبا إلى جنب مع العلمانيين والليبراليين واليساريين صورة جميلة عن تونس لابد أن نحافظ عليها في ظلّ احترام الدستور والقانون فلا أحد يريد العودة الى الإقصاء والمحاكمات السياسية والقمع والتهجير.