ظهرت أول كتيبة لـ"داعشيات" يتجولن بين السوريين؛ مدججات بالأسلحة؛ يراقبن النساء والتزامهن بالحجاب وإلا..!! هكذا جاء خبر تناقلته المواقع الإخبارية مع صورة لهن ككتيبة نسائية لداعش تحت مسمى "الخنساء"!! ويستغرب كثيرون أن المرأة التي تتصف طبيعتها بالرقة والعطف والحنان قد يصل بها إلى أن تتلذذ بالانتماء إلى فئة إرهابية إجرامية باسم الدين وتستمتع بمشاهدة رجالها بقطع الرؤوس واللعب بها ككرة قدم -والعياذ بالله- كما تفعل "داعش" وشبيهاتها في سورية!! ولماذا نذهب بعيدا؛ ربما تتذكرون زوجة أحد الإرهابيين في الرياض التي كانت تحتفظ برأس رجل أجنبي في ثلاجة بيتها بعد قتله؛ وعثر عليه في إحدى مداهمات رجال الأمن لهم! وهؤلاء المستغربون من وجود "داعشيات"!! لا يعرفون أن المرأة أشد خطرا من الرجل إذا ما اعتنقت فكرا إرهابيا جهاديا؛ فعاطفة المرأة سلاح ذو حدين؛ وحين تعتنق أو تؤمن بالفكر الجهادي أو المتطرف يُصبح حماسها العاطفي أقوى من الرجل في التحريض والتنفيذ معا؛ وتراها تستخدم ما تحظى به من مكيدة؛ كي تفعل المستحيل لأجل ما تحمست له؛ ولو بدفع حياتها ثمنا؛ فهذه الأم التي قد تحمي وليدها من الموت وتفديه بحياتها لديها استعداد فطري لأن تدفع بحياته من أجل الانتصار لقضيتها التي تعتنقها؛ لدرجة أنها قد تؤمن بأن عليها الإنجاب كي تفرخ جهاديين تدفعهم للموت؛ ظنّا أنها ستكون "الخنساء" النموذج الذي يتم غسل أدمغتهن به!! ولهذا حين نتأمل سيرة بعض المنتميات إلى القاعدة؛ نجدهن يتزوجن لأكثر من مرة بعد موت الزوج السابق في العمليات الإرهابية؛ إنهن يؤمنّ بأن عليهن تفريخ أبناء ذكور يرثون قضية آبائهم الإرهابية وبنات إناث يكملن مسيرة أمهاتهن في التفريخ الجهادي!! وأتذكر جيدا أنه مع بداية موجة الإرهاب التي ظهرت مع أحداث 11 سبتمبر 2001؛ التي عانينا نحن في السعودية منها بالداخل، أني كنتُ أول من تنبأ بظهور إرهابيات في وقت كان كثيرون ينظرون إلى أن المرأة "تابع" وليس لها حيلة في انتماء زوجها أو ابنها أو أبيها للقاعدة؛ وكنتُ نفذتُ ندوة تناقش ذلك عام 2004 إبان عملي في صحيفة الشرق الأوسط؛ ومع مرور السنوات اكتشفنا أن نساءنا لسن بعيدات عن هذا التطرف، وأن هناك إرهابيات يهربن إلى القاعدة مع أزواجهن وإخوانهن، بل هناك من تجمع الأموال لدعم القاعدة وتوفر المخابئ كـ"هيلة القصير"!! وإن كانت أمثال القصير وغيرها وصلن إلى مرحلة الدعم فعلا وقولا؛ فهناك من يمتلئ رأسها بأفكار داعش موجودة بيننا وتظن أن الدين ليس إلا سيفا مُسلطا على رقاب المخالفين لأفكارها الدينية المتطرفة!! وبدلا من أن تحلم برجل يأتيها على فرس أبيض؛ فهي تحلم برجل يقطع رأسا! لا أتحدث هنا إلا عن شيء من الحقيقة؛ وليس عليكم سوى تأمل بعض المعرفات في "تويتر"؛ لتعرفوا كم من النساء عندنا لديهن استعداد لأن يكن "داعشيات"!! لهذا علينا العمل على إنقاذهن بجدية بتعزيز الحوار الفكري والتربوي والحقوقي في ملف المرأة قبل أن تقع الفأس على الرأس!