تكتظ أروقة القطاعات الحكومية بالمراجعين من المواطنين والمقيمين كل يوم لإنهاء إجراءات معاملاتهم، إلا أن مشاهد الزحام والتكدس تطغى على بعض تلك القطاعات وتشكل هاجسا مؤلما يأتي في مقدمتها التسيب الوظيفي الذي ساهم في تغلغل البيروقراطية داخل بعض الجهات وعدم استثمار ساعات العمل على الوجه الصحيح. ابتداء من وجبة الإفطار التي تقتطع جزءا من وقت الموظف وانتهاء بخروجه بحجة إحضار أبنائه من المدارس. كما ساعد غياب نظام «البصمة» الإلكتروني الذي يحدد ساعات الحضور والغياب لكل موظف بشكل صارم ولا يمكن التلاعب به في هدر ساعات العمل اليومية للموظف الذي انشغل بحياته ونسي مهمته الرئيسة في خدمة المواطن، وكل ذلك على حساب المراجعين الذين من بينهم مسن أنهك جسده الكبر أو مريض يبحث عن علاج، أو أرملة تركت صغارها لإنهاء معاملاتهم، فيما يسرح بعض الموظفين في أروقة المكاتب بحثا عن جلسة «وناسة» حاملين شعارهم البئيس والمحبط «راجعنا بكرة». لذا بات من الضروري أن تعيد هيئة الرقابة والتحقيق النظر في تطوير أدواتها الرقابية وعدم الاكتفاء بسجلات الحضور والانصراف الورقية القابلة للتزييف وتغيير الحقائق، حتى نختصر الزمن ونقضي على التسيب الوظيفي ونحقق أعلى معدلات الإنتاج على مستوى الفرد داخل كافة المؤسسات والقطاعات الحكومية، فخدمة المواطن واجب مهم حرصت عليه الدولة.