×
محافظة المنطقة الشرقية

المنتدى الدولي للتعليم: الخدمات التربوية أفضل ما يمكن تقديمة لحالات التوحد

صورة الخبر

مع بداية الشهر الماضي وخلال تمتعها بإجازة أعياد الميلاد أصيبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي ستحتفل بعيد ميلادها الستين في الـ 17 من تموز (يوليو) المقبل، بكسر في (الحوض) عقب سقوطها خلال ممارسة رياضة التزلج على الجليد في سويسرا. عندما قرأت الخبر أول ما تبادر إلى ذهني سؤال يقول: كيف لامرأة "ستينية" أن تملك القدرة على ممارسة رياضة التزلج على الجليد، وهي رياضة تحتاج إلى الكثير من المرونة والقدرة على حفظ التوازن، وبدأ ذهني في فحص نشاط وحيوية مَن هم في مثل سن "ميركل" من نساء السعودية وأيضاً رجالها. في عمر الستين لا يمكن للمرء في السعودية ممارسة رياضة (الركض)، فما بالكم بالتزلج على الجليد، وأغلب مَن هم في هذه السن يعانون (الروماتيزم) وتصلُّباً في "الكراعين" وانحناءً في الظهر، ولا يمكنهم النهوض والوقوف على أقدامهم إلا بمعاونة صديق، بل إن بعضهم لا يمكنه المشي لمسافات قصيرة إلا بعد الاستعانة بعصا تُسمّى في منطقة نجد وضواحيها بـ "الحاجون". يشعر السعوديون بالشيخوخة في سن مبكرة، والكثير منهم تتوقف لديه الرغبة في الحياة في سن الستين، ويبدأ في عدّ أيامه المتبقية وترقب موته في أي لحظة، وهو ما يجعلنا نسأل أنفسنا: لِمَ نحن مختلفون عن الآخرين؟ ولماذا شيخوختنا تسبق شيخوختهم بسنوات؟ نعاني في السعودية ضعفاً واضحاً في الرعاية الصحية الأولية التي نتج عنها تفشي الكثير من الأمراض المزمنة، بل إننا "وبلا فخر" نعد أكثر شعوب العالم إصابة بمرضي السكري والضغط؛ وهما من أكثر الأمراض مساهمة في الإصابة بالشيخوخة المبكرة. تعد مراكز الرعاية الصحية الأولية خط الدفاع المتقدم في كثير من الدول المتقدمة، وتلعب دوراً مهماً في الكشف المبكر عن الكثير من الأمراض المعدية والوقاية منها والإسهام في خفض نسبة المصابين بالأمراض المزمنة ونشوء جيل أغلبيته لا يعانون "شيخوخة" مبكرة، وهو ما نفتقده في السعودية نتيجة غياب "العدالة الصحية". عند تحقيق مبدأ "العدالة الصحية" في تقديم الرعاية الأولية، الذي تنادي به منظمة الصحة العالمية دوماً، وتتم رعاية ابن "الغفير" صحياً بالرعاية ذاتها التي ينعم بها ابن "الوزير"، فحتما سنتمكّن من صناعة جيل من كِبار السن يتمتع بالصحة والحيوية اللتين تتمتع بهما المستشارة الألمانية (ميركل).